للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سلمة، عن أبي عبد الرّحيم، قال: حدّثني زيد بن أبي أُنيسة، عن زيد بن أسلم، عن عبد اللَّه بن أبي قتادة، عن أبيه، فذكره. وإسناده صحيح.

ومن هذا الوجه رواه ابن حبان في صحيحه (٩٣).

قال أبو الحسن القطّان -راوي سنن ابن ماجه-: وحدّثنا أبو حاتم، قال: حدّثنا محمد بن يزيد بن سنان الرّهاويّ، قال: حدّثنا يزيد بن سنان -يعني أباه- قال: حدّثني زيد بن أبي أنيسة، عن فليح بن سليمان، عن زيد بن أسلم، عن عبد اللَّه بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فذكر نحوه.

فزاد بين زيد بن أبي أنيسة، وزيد بن أسلم "فليح بن سليمان" ومثله رواه ابن خزيمة (٢٤٩٥)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (٥٤).

كلاهما من طريق محمد بن يزيد بن سنان الرّهاويّ نحوه، إلّا ابن عبد البر فإنه قال: "ثلاث تتبع المسلم بعد موته: صدقة أمضاها يجري له أجرها، وولد صالح يدعو له، وعلم أفشاه فعُمل به من بعده".

وصحّح المنذريّ إسناد هذا الحديث بعد أن عزاه لابن ماجه. انظر: "الترغيب والترهيب" (١٢٥، ١٨٨) فإن كان أراد به الرواية الأولى فهو كما قال؛ لأنّ رجالها ثقات، وإن أراد به الرواية الثانية ففيها فليح بن سليمان وهو وإن كان من رجال الشيخين إلا أنه تُكلَّم في حفظه، ولذا قال فيه الحافظ: "صدوق كثير الخطأ".

وفي الباب عن أبي أمامة الباهليّ، عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت؛ مرابط في سبيل اللَّه، ومن عمل عملًا أجري له مثل ما عمل، ورجل تصدّق بصدقة فأجرها له ما جرتْ، ورجل ترك ولدًا صالحًا فهو يدعو له".

رواه الإمام أحمد (٢٢٢٤٧) عن حسن، حدّثنا ابنُ لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن أبي أمامة الباهليّ، فذكره.

وابن لهيعة فيه كلام معروف، وخالد بن أبي عمران وهو التُّجيبيّ لم يسمع من أبي أمامة، ولذا رواه الإمام أحمد (٢٢٣١٨) من وجه آخر عن عبد اللَّه بن المبارك، عن ابن لهيعة، عن خالد بن عمران، عمّن حدّثه عن أبي أمامة الباهليّ، فذكره.

والرّجل المبهم لا يعرف من هو! وللحديث طرق أخرى أضعف من هذا.

وكذلك لا يصح ما رُوي عن سمرة بن جندب قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما تصدّق النّاسُ بصدقة مثل علم يُنشر". رواه الطبرانيّ في "الكبير"، وفيه عون بن عمارة ضعيف كما قال الهيثميّ في "المجمع" (١/ ١٦٦).

وفي الباب أيضًا عن أنس، وابن عباس، وفي إسناديهما رجال متروكون. انظر "مجمع الزوائد" للهيثمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>