للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حتى تعلم أنّ ما أصابك لم يكن ليُخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك. سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إنّ أول ما خلق اللَّه القلمَ، فقال له: اكتبْ. قال: ربِّ، ماذا أكتب؟ قال: اكتبْ مقادير كلِّ شيءٍ حتّى تقوم السّاعة". يا بني إنّي سمعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "من مات على غير هذا فليس مني".

حسن: رواه أبو داود (٤٧٠٠) عن جعفر بن مسافر الهذليّ، حدّثنا يحيى بن حسّان، حدّثنا الوليد بن رباح، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن أبي حفصة، قال: قال عبادة بن الصّامت لابنه، فذكر الحديث.

وإسناده حسن من أجل الكلام في جعفر بن مسافر شيخ أبي داود غير أنّه حسن الحديث، وقد توبع، وأبو حفصة هو حبيش بن شريح الحبشي، ويقال: أبو حفص الشّاميّ.

قال عبد الرحمن بن إبراهيم: أدرك عبادة، وحفظ عنه.

ذكره البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبان، وغيرهم من التابعين.

وذكره أبو نعيم من الصحابة وهو وهم منه، وثّقه ابن حبان، وروى عنه إبراهيم بن أبي عبلة، وعلي بن أبي حملة، قال فيه الحافظ في التقريب: "مقبول".

قلت: وهو كذلك لكنه توبع، رواه الترمذيّ (٢١٥٥، ٣٣١٩) عن يحيى بن موسى، حدّثنا أبو داود الطّيالسيّ (٥٧٧)، حدّثنا عبد الواحد بن سليم، قال: قدمت مكة فلقيت عطاء بن أبي رباح، فقلت له: يا أبا محمد إنّ أهل البصرة يقولون في القدر، قال: يا بني أتقرأ القرآن؟ قلت: نعم. قال: فاقرأ الزخرف. قال: فقرأت: {حم (١) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٣) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} [سورة الزخرف: ١ - ٤] فقال: أتدري ما أمُّ الكتاب؟ قلت: اللَّه ورسوله أعلم. قال: فإنّه كتاب كتبه اللَّه قبل أن يخلق السماوات، وقبل أن يخلق الأرض، فيه إنّ فرعون من أهل النّار، وفيه تبَّتْ يدا أبي لهب وتبّ.

قال عطاء: فلقيتُ الوليد بن عبادة بن الصّامت صاحب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فسألته ما كان وصية أبيك عند الموت؟ قال: دعاني أبي فقال لي: يا بني، اتقِ اللَّه، واعلمْ أنّك لن تتقي اللَّه حتى تؤمن باللَّه، ونؤمن بالقدر كلّه خيره وشرّه، فإن متَّ على غير ذلك دخلت النّار. إنّي سمعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إنّ أوّل ما خلق اللَّه القلم. فقال: اكتب. فقال: ما أكتب؟ قال: اكتب القدر ما كان وما هو كائن إلى الأبد".

قال الترمذيّ في الموضع الأول: "حديث غريب من هذا الوجه".

وقال في الموضع الثاني بعد ذكره الجزء المرفوع بدون القصّة: "حسن غريب، وفيه عن ابن عباس".

قلت: فيه عبد الواحد بن سليم وهو ضعيف كما في التقريب، إلّا أنّ لهذا الحديث طرقًا أخرى منها ما رواه الإمام أحمد (٢٢٧٠٥) عن أبي العلاء الحسن بن سوّار، حدّثنا ليث، عن معاوية، عن

<<  <  ج: ص:  >  >>