للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قتال أهل الردة، وقال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "نعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد، وسيف من سيوف الله، سلَّه الله عز وجل على الكفار والمنافقين". ورواه البزار في مسنده (٨٣) عن وحشي بن حرب بن وحشي بإسناده مختصرا.

وحرب بن وحشي لم يرو عنه إلا ابنه، ولم يوثّقه غير ابن حبان، فذكره في ثقاته على قاعدته.

وقال البزار: "عنده أحاديث مناكير لم يروها غيره، وهو مجهول في الرواية، وإن كان معروفا في النسب".

وأما وحشي بن حرب ابنه فهو مستور كما في التقريب، وذكره ابن حبان والعجلي في ثقاتهما على قاعدتهما في توثيق المجاهيل.

وبمعناه روي عن عبد الله بن أبي أوفى قال: شكى عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا خالد لِمَ تؤذي رجلا من أهل بدر؟ لو أنفقت مثل أحد ذهبا لم تدرك عمله" فقال: يا رسول الله، يقعون فيَّ فأرد عليهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تؤذوا خالدا؟ فإنه سيف من سيوف الله، صبَّه الله على الكفار". إلا أنه مرسل.

رواه عبد الله بن أحمد في زوائد الفضائل (١٣)، وصحّحه ابن حبان (٧٠٩١)، والحاكم (٣/ ٢٩٨) كلهم من طريق أبي إسماعيل المؤدب إبراهيم بن سليمان بن رزين، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن عبد الله بن أبي أوفى فذكره.

وخالفه عبد الله بن إدريس فرواه عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي مرسلا، وهو الذي رجحه أبو زرعة، كما في العلل (٢٥٨٥)، وتعقب الذهبي في تلخيص المستدرك على الحاكم فقال: "رواه ابن إدريس عن ابن أبي خالد، عن الشعبي مرسلا، وهو أشبه".

قلت: وهو كما قال، فإن عبد الله بن إدريس ثقة فقيه، ولا يقبل مخالفة إبراهيم بن سليمان له، وإن كان وثّقه جماعة من أهل العلم، فقد رواه أيضا محمد بن عبيد، عن إسماعيل بن خالد مرسلا، كما في فضائل الصحابة (١٢، ١٤٨٤).

ومن أخبار خالد بن الوليد ما رواه ابن المبارك في كتاب الجهاد، عن حماد بن زيد، حدثنا عبد الله بن المختار، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، ثم شك حماد في أبي وائل قال: لما حضرت خالدا الوفاة قال: لقد طلبت القتل مظانّه، فلم يقدّر لي إلا أن أموت على فراشي، وما من عملي شيء أرجى عندي بعد لا إله إلا الله من ليلة بتّها وأنا متتَرِّس، والسماء تَهُلُّنِي ننتظر الصبح حتى نُغير على الكفار، ثم قال: إذا أنا متّ فانظروا في سلاحي وفرسي فاجعلوه عدة في سبيل الله، فلما توفي خرج عمر على جنازته فقال: ما على نساء آل الوليد أن يسفحن على خالد دموعهن، ما لم يكن نقعا أو لقلقة.

وإسناده حسن من أجل عاصم بن أبي بهدلة فإنه حسن الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>