قارئ، فقد قيل. ثم أُمِرَ به فسحب على وجهه حتّى أُلقي في النّار. ورجلٌ وسَّع اللَّهُ عليه وأعطاه من أصناف المال كلِّه، فأُتي به فعرَّفه نِعمَه فعرفها، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: ما تركتُ من سبيل تُحبُّ أن يُنفَق فيها إِلَّا أنفقتُ فيها لك. قال: كذبتَ، ولكنّك فعلت ليقال: هو جواد. فقد قيل. ثم أُمر به فسُحب على وجهه، ثم أُلقي في النّار".
صحيح: رواه مسلم في الإمارة (١٩٠٥) عن يحيى بن حبيب الحارثيّ، ثنا خالد بن الحارث، ثنا ابن جريج، حدّثني يونس بن يوسف، عن سليمان بن يسار، فذكره.
قوله: "ناتل أهل الشّام" هو ناتل بن قيس الحزامي الشّاميّ. كان أبوه صحابيًّا، وكان ناتل كبير قومه وزعيمهم.
• عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، قال: سمعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إنّ أكثر منافقي أمّتي قرّاؤها".
حسن: رواه الإمام أحمد (٦٦٣٣) عن زيد بن الحباب -من كتابه-، حدّثنا عبد الرحمن بن شريح، سمعت شرحبيل بن يزيد المعافريّ، أنّه سمع محمد بن هديّة الصدفيّ، قال: سمعت عبد اللَّه بن عمرو بن العاص يقول. . . فذكر الحديث.
وهذا إسنادٌ حسن، شرحبيل بن يزيد - هو المعافريّ، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في الثّقات، ووثقه الذّهبيّ في الكاشف، وقال الحافظ في "التقريب": "صدوق". ومحمد بن هديّة -بالياء المشدَّدة- وثقه الفسويّ في تاريخه (٢/ ٥٢٨).
ثم قد توبع محمد بن هدية على هذا الحديث؛ فقد تابعه عبد الرحمن بن جبير، فرواه عن عمرو ابن العاص.
أخرجه أحمد (٦٦٣٤): عن حسن، ثنا ابن لهيعة، ثنا درّاج، عن عبد الرحمن بن جبير. وهذا الإسناد فيه ابن لهيعة، وفيه كلام إِلَّا أن هذا الحديث من صحيح حديثه؛ فقد رواه ابن بطّة في الإيمان (٩٤٢) من طريق يونس بن عبد الأعلى الصّدفيّ، عن عبد اللَّه بن وهب، عن ابن لهيعة، به.
وابن وهب أحد العبادلة الذين رووا عن ابن لهيعة قبل تغيّره، وأحاديثهم عنه مستقيمة.
فائدة: قوله: "أكثر منافقي أمّتي قرَّاؤها". نقل المناويّ في فيض القدير (٢/ ٨٠) عن الزّمخشريّ قوله: "أراد بالنّفاق الرّياء؛ لأنّ كلًا منهما إرادة ما في الظّاهر خلاف ما في الباطن".
قلت: وهذا أقرب ما فُسِّر به هذا الحديث، واللَّه أعلم.
• عن عقبة بن عامر قال: سمعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "أكثر منافقي هذه الأمَّة قرَّاؤها".
حسن: رواه الإمام أحمد (١٧٣٦٧) عن أبي عبد الرحمن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو