الفدّادين أهل الوَبَر، والسكينة في أهل الغنم، والإيمان يمان، والحكمة يمانية".
متفق عليه: رواه البخاريّ في المناقب (٣٤٩٩) عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهريّ، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة قال (فذكر الحديث).
ورواه مسلم في الإيمان (٥٢: ٨٨) عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا أبو اليمان بإسناده مثله.
وفي رواية عنده: "والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أصحاب الشّاء".
• عن أبي هريرة، عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "أتاكم أهل اليمن هم أرقُّ أفئدةً، وألينُ قلوبًا، الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانيّة، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسّكينة والوقار في أهل الغنم".
متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٨٨)، ومسلم في الإيمان (٥٢) كلاهما من طرق عن أبي هريرة، فذكر الحديث، ولفظهما سواء
وفي رواية عندهما: "جاءكم أهل اليمن، هم أرقُّ أفئدة وأضعف قلوبًا".
وفي رواية عند البخاريّ (٤٣٨٩) "والفتنة هاهنا، هاهنا يطلع قرن الشّيطان".
معنى الحديث: نقل ابن الصلاح في "صيانة صحيح مسلم" (ص ٢١٠) وعنه النووي في "شرح مسلم" إن ما ذكر من نسبة الإيمان إلى اليمن وأهله، فقد صرفوه عن ظاهره من حيث أن مبدأ الإيمان من مكة ثم المدينة حرسهما اللَّه.
فذكر أقوال أهل العلم في تعيين أهل اليمن، وقال في نهاية الكلام: "ولا مانع من إجراء الكلام على ظاهره وحمله على أهل اليمن حقيقة؛ لأنّ من اتصف بشيء وقَوي قيامُه به، وتأكد اضطلاعه به نُسب ذلك الشيء إليه إشعارًا بتميّزه به وكمال حاله فيه، وهكذا كان حال أهل اليمن حينئذ في الإيمان، وحال الوافدين منهم في حياته -صلى اللَّه عليه وسلم-، وفي أعقاب موته كأويس القرني، وأبي مسلم الخولانيّ وأشباههما ممن سلم قلبُه، وقوي إيمانه، فكانت نسبة الإيمان إليهم لذلك إشعارًا بكمال إيمانهم من غير أن يكون في ذلك نفي لذلك عن غيرهم، فلا منافاة بينه وبين قوله:"الإيمان في أهل الحجاز"[وهو سيأتي]. ثم إنّ المراد بذلك الموجودون منهم حينئذ لا كل أهل اليمن في كل زمان، فإنّ اللّفظ لا يقتضيه هذا، واللَّه تعالى أعلم، وهذا هو الحقّ في ذلك، ونشكر اللَّه سبحانه وتعالى على هدايتنا له، واللَّه أعلم" انتهى كلام الشيخ أبي عمرو بن الصّلاح، وأقرّه الشيخ النووي رحمهما اللَّه تعالى.
وأما ما رُوي من زيادة: "وأجد نَفَسَ ربِّكم من قبل اليمن. . . " فيه نظر، رواه الإمام أحمد (١٠٩٧٨)، والطبراني في "الأوسط" (٤٦٦١)، و"مسند الشّاميين" (١٠٨٣) كلاهما من حديث حريز بن عثمان، عن شبيب أبي روح، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.