وحده، ومنهم من ذكر عمر وحده، ومنهم من جمع الثلاث.
قال أحمد: عبد الله بن بريدة الذي روى عنه الحسين بن واقد ما أنكرها، ووثَّقه غيره، ولكن له متابعات وشواهد وهي أيضًا لا تخلو من مقال، وقد يعضّد بعضه بعضًا، ولكن في متنه نكارة في ذكر تعاقب أبي بكر، ثمّ عمر، ثمّ علي، أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة (٧/ ٣٦١) فقال: ولم تكن الراية قبل ذلك لأبي بكر ولا لعمر، ولا قربها واحد منها، بل هذا من الأكاذيب، ولهذا قال عمر: فما أحببت الإمارة إِلَّا يومئذ.
وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (٦/ ٢٦٤ - ٢٦٧) بعد أن ساق عن البيهقيّ وغيره عدة روايات: "وقد روى الحافظ البزّار، عن عباد بن يعقوب، عن عبد الله بن بكير، عن حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قصة بعث أبي بكر، ثمّ عمر يوم خيبر، ثمّ بعث علي، فكان الفتح على يديه، وفي سياقه غرابة ونكاره وفي إسناده من هو متهم بالتشيع".
قلت: سياق البزّار لا يختلف عن غيره في تعاقب أبي بكر، ثمّ عمر، ثمّ عليّ وجعل الله الفتح على يديه.
وأمّا قوله: في إسناده من هو متهم بالتشيع: فهو حكيم بن جبير فإنه متروك.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أبي سعيد الخدريّ يقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ الراية فهزها ثمّ قال: "من يأخذها بحقها؟ " فجاء فلان فقال: أنا، قال: "أمط" ثمّ جاء رجل فقال: "أمط" ثمّ قال النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "والذي كرم وجه محمد، لأعطينها رجلًا لا يفر، هاك يا عليّ" فانطلق حتَّى فتح الله عليه خيبر وفدك، وجاء بعجوتهما وقديدهما. قال مصعب: بعجوتها وقديدها.
رواه أحمد (١١١٢٢) وأبو يعلى (١٣٤٦) كلاهما من حديث إسرائيل، حَدَّثَنَا عبد الله بن عصمة العجلي، قال: سمع أبا سعيد فذكره.
وفيه عبد الله بن عصمة، وقيل اسم أبيه عصيم - أبو علوان مختلف فيه فوثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبَّان في الثّقات، والمجروحين، فتناقض فقال في المجروحين: "منكر الحديث جدًّا على قلة روايته، يرُوي عن الأثبات ما لا يشبه أحاديثهم حتَّى يسبق إلى القلب أنها موهومة أو موضوعة".
وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (٦/ ٢٦٣) تفرّد به أحمد (يعني من الستة) إسناده لا بأس به، وفيه غرابة. ثمّ نقل كلام ابن حبَّان في ابن عصمة.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن جابر أن علئا حمل الباب يوم خيبر حتَّى صعد المسلمون عليه فافتتحوها وأنه جُرِّب بعد ذلك فلم يحمله أربعون رجلًا.
رواه البيهقيّ في الدلائل (٤/ ٢١٢). وفي إسناده إسماعيل بن موسى السدي متهم بالرفض. وليث بن أبي سليم ضعيف، وقد أشار الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (٦/ ٢٧٣) إلى ضعَّفه إجمالا.