حسن: رواه الطبرانيّ في الأوسط (٥٨٠٣) عن محمد بن عبد الله الحضرميّ، قال: حدّثنا محمد بن طريف البجليّ، قال: حدّثنا محمد بن فضيل، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النّهديّ، عن أبي هريرة، فذكره.
قال الطبرانيّ: لم يرو هذا الحديث عن عاصم إلّا محمد بن فضيل، تفرّد به محمد بن طريف، ولا يُروي عن أبي هريرة إلّا بهذا الإسناد.
قلت: إسناده حسن من أجل محمد بن طريف فإنه "صدوق" كما في التقريب، وقد وثقه ابن سعد، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقال أبو زرعة: "محلّه الصّدق". فلا يضرُّ تفرده.
ومن طريقه رواه البيهقيّ (٤/ ١٣٧) وسكت عليه، وحسنه أيضًا الهيثميّ في "المجمع" (٣/ ٧٩) إلّا أنّ الدّارقطنيّ في "العلل" (١١/ ٢١٧) رجّح الإرسال عن أبي عثمان النّهديّ.
وفي الباب عن جابر بن عتيك، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سيأتيكم ركيبٌ مبغضون فإن جاءوكم فرحبوا بهم وخلوا بينهم وبين ما يبتغون فإن عدلوا فلأنفسهم وإن ظلموا فعليها وأرضوهم فإن تمام زكاتكم رضاهم وليدعوا لكم".
رواه أبو داود (١٥٨٨) عن عباس بن عبد العظيم ومحمد بن المثنى، قالا: حدّثنا بشر بن عمر، عن أبي الغصن، عن صخر بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن جابر بن عتيك، عن أبيه، فذكره.
وصخر بن إسحاق وشيخه عبد الرحمن بن جابر "مجهولان".
وأمّا ما رُوي عن بشير بن الخصاصية، قال: قلنا: إنّ أهل الصّدقة يعتدون علينا، أفنكتم من أموالنا بقدر ما يعتدون علينا؟ فقال: "لا". ففيه أيضًا رجل مجهول.
رواه أبو داود (١٥٨٦) عن مهدي بن حفص ومحمد بن عبيد -والمعني- قالا: حدّثنا حمّاد، عن أيوب، عن رجل يقال له: ديْسم -وقال ابن عبيد: من بني سدوس-، عن بشير بن الخصاصية، فذكره.
قال أبو داود: حدّثنا الحسن بن علي ويحيي بن موسي قالا: حدّثنا عبد الرزاق عن معمر، عن أيوب، بإسناده ومعناه إلّا أنه قال: "قلنا يا رسول الله! إنّ أصحاب الصدقة يعتدون علينا".
قال أبو داود: رفعه عبد الرزاق عن معمر. انتهى.
أي أن ديسم لم يرفعه، بل أوقفه على بشير بن الخصاصية إلّا في إسنادهما رجل يقال له: ديسم لا يعرف من هو، ومع ذلك ذكره ابن حبان في الثقات، وفيه دليل على توثيق المجاهيل.