وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".
وقال ابن خزيمة: "مسلم بن جندب قد سمع من ابن عمر غير شيء، وقال: أمرني ابن عمر أن أشتري له بدنة، فلست أنكر أن يكون قد سمع من حكيم بن حزام" انتهى.
وصحّح الحافظ إسناده في "الفتح" (٣/ ٢٩٣) بعد أن عزاه للطبراني وحده.
ثم إنّ مسلم بن جندب قد توبع، فقد رواه الطبرانيّ في الكبير (٣/ ٢١٢) من وجه آخر عن فليح ابن سليمان، عن الزهريّ، عن سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبر، عن حكيم بن حزام، فذكر مثله، وزاد في أول الحديث: "ما أنكر مسألتَك يا حكيم! إنّ هذا المال خضرة حلوة، وأنَّها أوساخ أيدي الناس فمن أخذها بسخاوة بورك له فيها، ومن أخذها بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالآكل ولا يشبع". ثم ذكر: "يد اللَّه فوق يد المعطِي. . . ".
وفيه فليح بن سليمان الخزاعيّ، أكثر أهل العلم على تضعيفه ولكن لا بأس به في المتابعات.
• عن مالك بن نَضْلَة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الأيدي ثلاثة: فيد اللَّه العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السائل السفلى، فأعطِ الفضْل ولا تعجزْ عن نفسك".
صحيح: رواه أبو داود (١٦٤٩) عن أحمد بن حنبل، حدثنا عبيدة بن حُميد التيمي، حدثني أبو الزّعراء، عن أبي الأحوص، عن أبيه مالك بن نَضْلة، فذكره.
ورواه الإمام أحمد (١٥٨٩٠) من هذا الوجه.
وإسناده صحيح، وأبو الأحوص هو عوف بن مالك بن نضلة، وقد صحّحه ابن خزيمة (٢٤٤٠)، وابن حبان (٣٣٦٢)، والحاكم (١/ ٤٠٨) كلّهم من طريق عبيدة بن حُميد التّيميّ بإسناده، مثله.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".
وأمّا ما رُوي عن عبد اللَّه بن مسعود مرفوعًا: "الأيدي ثلاثة: فيدُ اللَّه العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السَّائل السُّفلى" فهو ضعيف.
رواه الإمام أحمد (٤٢٦١) عن القاسم بن مالك، قال: أخبرنا الهجريّ، عن أبي الأحوص، عن عبد اللَّه، فذكره.
والهجريّ هو إبراهيم بن مسلم العبديّ ضعَّفه أكثر أهل العلم.
قال الحافظ في التقريب: "لين الحديث رفع موقوفات".
قلت: هكذا فعل، فقد رواه مرفوعًا وموقوفًا، فرفعه القاسم بن مالك عنه كما هنا، وكذلك رفعه جرير وشعبة عنه، ومن طريقهما رواه ابن خزيمة في صحيحه (٢٤٣٥)، وفي التوحيد (١٠٥)، والحاكم (١/ ٤٠٨) من طريق شعبة وحده.
ورواه جعفر بن عون، عنه موقوفًا كما قال البيهقي في "الأسماء والصفات" (٧٠٠) فالظَّاهر أن