فأسمعه الهَويَّ من الليل يقول: "سمع الله لمن حمده"، وأسمعه الهَوِيَّ من الليل يقول: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
صحيح: رواه الترمذيّ (٣٤١٦) عن إسحاق بن منصور، أخبرنا النضر بن شُميل ووهب بن جرير وأبو عامر العقدي وعبد الصمد بن عبد الوارث قالوا: حَدَّثَنَا هشام الدستوائيّ، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، حَدَّثَنِي ربيعة بن كعب فذكره، قال الترمذيّ: حسن صحيح.
ورواه أيضًا الإمام أحمد (١٦٥٧٥، ١٦٥٧٨) من طرق أخرى، عن هشام به، مثله.
ورواه النسائيّ (١٦١٨)، وأحمد (١٦٥٧٤) كلاهما من طريق معمر، وقرنه أحمد بالأوزاعيّ، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير وفيه: يقول - صلى الله عليه وسلم -: "سبحان الله ربّ العالمين" الهَوِيّ، ثمّ يقول: "سبحان الله وبحمده" الهَوِيَّ.
ورواه ابن ماجة (٣٨٧٩) من حديث شيبان، عن يحيى به مثله.
ولكن رواه أبو عوانة (٢٢٣٥) من طريق الوليد بن مسلم، قال: حَدَّثَنَا الأوزاعيّ، عن يحيى وفيه: "سبحان ربي وبحمده، سبحان ربي وبحمده، سبحان ربي وبحمده، سبحان ربّ العالمين" ثلاثًا الهَوِيَّ.
والوليد بن مسلم مدلِّس إِلَّا أنه صرَّح.
وأصل حديث ربيعة هذا في صحيح مسلم (٤٨٩) من طريق هِقْل بن زياد، قال: سمعت الأوزاعي قال: حَدَّثَنِي يحيى بن أبي كثير، قال: حَدَّثَنِي أبو سلمة قال: حَدَّثَنِي ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كنت أبيت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتيتُه بوضوئه وحاجته، فقال لي: "سلْ" فقلت: أسألك مرافقتك في الجنّة. قال: "أو غير ذلك؟ " قلت: هو ذاك. قال: "فأعِنِّي على نفسك بكثرة السجود" وسبق تخريجه في فضل السجود والحث عليه.
فالذي يبدو أن ربيعة كان يحدث بكل هذا، ولكن بعض الرواة جزّؤوه.
والهَوِيَّ معناه حين من الزمن من الليل، وفيه إشارة إلى أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يُطيل قيام الليل.
وربيعة هذا كان من أصحاب الصُفَّة، ولم يزل مع النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - إلى أن قُبِض، فخرج من المدينة، فنزل في بلاد أسلم على بَرِيدٍ من المدينة، وبقي أيام الحَرَّة، ومات بالحَرَّة سنة ثلاث وستين في ذي الحجة.
وروى المبارك بن فَضالة عن أبي عِمران الجُوْني قصة غريبة في تزوجه، رواه الإمام أحمد (١٦٥٧٧) عن أبي النضر هاشم بن القاسم، قال: حَدَّثَنَا المبارك بن فَضالة، قال: حَدَّثَنَا أبو عمران الجوني فذكر الفصة، والمبارك بن فَضالة مع التدليس وصفه النسائيّ بأنه ضعيف، ورواه أيضًا الحاكم (٢/ ١٧٥) من هذا الوجه وقال: صحيح على شرط مسلم، وتعقبه الذّهبيّ بقوله: لم يحتج مسلم بمبارك، انظر القصة بالكامل في ترجمته في كتاب "فضائل الصّحابة".
• عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَسَّم سورةَ البقرةِ في ركعتين.