وما تغني تمرة فقال: لقد وجدنا فقدها حين فنيت، قال: ثم انتهينا إلى البحر، فإذا حوت مثل الظرب، فأكل منه ذلك الجيش ثماني عشرة ليلة، ثمّ أمر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعه فنصبا، ثمّ أمر براحلة، فرحلت ثمّ مرت تحتهما، فلم تصبهما.
متفق عليه: رواه مالك في صفة النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - (٢٣) عن وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد الله قال: فذكره.
ورواه البخاريّ في المغازي (٤٣٦٠)، ومسلم في الصيد والذبائح (١٩٣٥: ٢١) كلاهما من طريق مالك به.
• عن جابر قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمّر علينا أبا عبيدة نتلقى عيرًا لقريش، وزودنا جرابًا من تمر لم يجد لنا غيره، فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة، قال: فقلت: كيف كنتم تصنعون بها؟ قال: نمصها كما يمص الصبي، ثمّ نشرب عليها من الماء، فتكفينا يومنا إلى الليل، وكنا نضرب بعصينا الخبط، ثمّ نبله بالماء فنأكله قال: وانطلقنا على ساحل البحر، فرفع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضخم فأتيناه فإذا هي دابة تدعى العنبر، قال: قال: أبو عبيدة ميتة. ثمّ قال: لا بل نحن رسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي سبيل الله وقد اضطررتم فكلوا قال: فأقمنا عليه شهرًا ونحن ثلاث مائة حتَّى سمنا قال: ولقد رأيتنا نغترف من وقب عينه بالقلال الدهن، ونقتطع منه الفدر كالثور - أو كقدر الثور - فلقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلًا، فأقعدهم في وقب عينه، وأخذ ضلعًا من أضلاعه، فأقامها ثمّ رحل أعظم بعير معنا، فمر من تحتها، وتزودنا من لحمه وشائق، فلمّا قدّمنا المدينة أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرنا ذلك له فقال:"هو رزق أخرجه الله لكم، فهل معكم من لحمه شيء فتطعمونا؟ "، قال: فأرسلنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منه فأكله.
متفق عليه: رواه مسلم في الصيد والذبائح (١٩٣٥: ١٧) من طريقين عن أبي الزُّبير، عن جابر، ورواه البخاريّ في المغازي (٤٣٦٢) عن ابن جريج قال: أخبرني عمرو أنه سمع جابرًا ثمّ قال: فأخبرني أبو الزُّبير أنه سمع جابرًا يقول: فذكر المرفوع: "كلوا رزقًا أخرجه الله".
• عن عمرو بن دينار، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مائة راكب أميرنا أبو عبيدة بن الجراح نرصد عير قريش، فأقمنا بالساحل نصف شهر، فأصابنا جوع شديد، حتَّى أكلنا الخبط، فسمي ذلك الجيش جيش الخبط، فألقى لنا البحر دابة يقال لها: العنبر، فأكلنا منه نصف شهر، وادهنا من ودكه حتَّى