للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"في إسناده مقال، لأن راويه رفعه مرة، ووقفه أخرى" فيه نظر؛ فإن فيه من رواه بدون شك، وقد أجاد المنذري في قوله في "مختصر أبي داود": "رجال إسناده ثقات، والوقف فيه لا يُؤَثِّر، فإن مثله لا يُؤخذ بالرأي، فكيف وقد أسنده الراوي مرة، والله أعلم".

وقوله: "أَسَف" بفتح السين -غَضب وزنا ومعني، ورُوي بوزن فاعل أي غضبان، والمراد أنه أثر غضبه تعالى حيث لم يتركه للتوبة، وإعداد زاد الآخرة.

وقد نُقل عن أحمد وبعض الشافعية كراهة موت الفجأة.

ونقل النووي عن بعض القدماء: "أن جماعة من الأنبياء والصالحين ماتوا كذلك". قال النووي: "وهو محبوب للمراقبين" انتهى كلامه.

قال الحافظ ابن حجر: "وبذلك يجتمع القولان" انظر: "الفتح" (٣/ ٢٥٥).

وأما ما رُوي عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "إني أكره موت الفوات" فهو ضعيف جدًّا، رواه الإمام أحمد (٨٦٦٦)، وأبو يعلى (٦٦١٢) كلاهما من طريق إسرائيل بن يونس، عن إبراهيم بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر بجدار، أو حائط مائل، فأسرع المشي، فقيل له فقال: "إني أكره موت الفوات"، إبراهيم بن إسحاق هو: يقال له: إبراهيم ابن الفضل المخزومي المدني، قال فيه البخاري: "منكر الحديث" وقال الدارقطني: "متروك" وضعَّفه غير واحد من الأئمة.

وكذلك لا يصح ما رُوي عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم إني أعوذ بك أن أموت غمًّا، أو هَمًّا، أو أن أموت غرقًا، وأن يتخبطني الشيطانُ عند الموت، وأن أموت لديغًا" رواه الإمام أحمد (٨٦٦٧) وفيه أيضًا إبراهيم بن إسحاق وهو: ابن الفضل المخزومي.

وقد رُوي استعاذته عن موت الفجاءة عن عمرو بن العاص وابنه عبد الله بن عمرو وأبي أمامة وغيرهم وفي كلها مقال.

وكذلك لا يصح ما رُوي عن عائشة قالت: سألت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عن موت الفَجْأة؟ فقال: "راحة للمؤمن وأخذةُ أَسَفٍ للفاجر" رواه الإمام أحمد (٢٥٠٤٢) عن وكيع، حدثنا عبيد الله بن الوليد، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن عائشة فذكرته. وعبيد الله بن الوليد وهو الوصافي ضعيف جدًّا، وعبد الله بن عبيد بن عمير لم يسمع من عائشة، وله طرق أخرى أضعف منها.

وكذلك لا يصح ما رُوي عن موسى بن طلحة قال: بلغ عائشة أن ابن عمر يقول: إن موت الفجأة سُخطةٌ على المؤمنين، فقالت: يغفر الله لابن عمر! إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "موت الفجأة تخفيف عن المؤمنين، وسُخطة على الكافرين" رواه الطبراني في "الأوسط" (٣١٥٣) عن بكر، قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: نا صالح بن موسى الطلحي، عن عبد الملك بن عُمير، عن موسى بن طلحة فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>