للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الحافظ: "والمعنى أنها كانت تخشى أن يبدو من جسدها شيء بسبب سعة كميها، فكانت تزرر ذلك لئلا يبدو منه شيء، فتدخل في قوله: "كاسية عارية". فتح الباري (١٠/ ٣٠٣).

• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا"

صحيح: رواه مسلم في اللباس والزينة (٢١٢٨) عن زهير بن حرب، حدّثنا جرير، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

قوله: "كاسيات عاريات" قيل: معناه تستر بعض بدنها، وتكشف بعضه إظهارًا بحالها، وقيل: معناه تلبس ثوبا رقيقا يصف ما تحته، وقيل: تلبس ثوبا ضيقا يحجم جسدها، والأظهر أنه يشمل ذلك كله.

قوله: "أسنمة البخت" أي هن اللواتي يجعلن على رؤوسهن كالعمامة مثل سنام الإبل، وهو شعار المغنيات في ذلك الزمان، و"البخت": جمالٌ طوال الأعناق.

• عن أسامة بن زيد قال: كساني رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قبطية كثيفة كانت مما أهداها دحية الكلبي، فكسوتها امرأتي، فقال لي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما لك لم تلبس القبطية؟ " قلت: يا رسول اللَّه، كسوتها امرأتي، فقال لي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مُرْها فلتجعل تحتها غلالة إني أخاف أن تصف حجم عظامها".

حسن: رواه أحمد (٢١٧٨٦) عن أبي عامر، حدّثنا زهير يعني ابن محمد، عن عبد اللَّه يعني ابن محمد بن عقيل، عن ابن أسامة بن زيد، أن أباه أسامة قال: فذكره.

وإسناده حسن من أجل عبد اللَّه بن محمد بن عقيل فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يكن في حديثه ما ينكر عليه.

ورواه مسدد كما في المطالب (٢٢٢٥) عن بشر بن المفضل، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن ابن عمر قال: أتت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- حلة وثوب شامي، فكساني الحلة، وكسى أسامة الثوب، فرحت في حلتي، وقال -صلى اللَّه عليه وسلم- لأسامة: "ما صنعت بثوبك؟ " قال: كسوته امرأتي. قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فمرها تلبس تحته ثوبا شفيفا لا يصف حجم عظامها للرجال".

والصحيح أن الحديث حديث أسامة، وزهير بن محمد ثقة ثبت في أهل الحجاز، وقد تابعه عددٌ من الرواة، ولم يتابع أحد بشر بن المفضل وهو ثقة أيضًا.

وقوله: "قبطية" نسبة إلى قبط مصر، وهي ثياب من كتان رقيق كانت أقباط مصر يعملونها.

<<  <  ج: ص:  >  >>