رواه الإمام أحمد (٢٣٣٣٩)، وابن ماجه (٢١١٨) من طريق سفيان بن عيينة، بإسناده، مثله.
وكذلك خالفهم معمر فرواه عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، قال: رأى رجلٌ من أصحاب النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في النوم أنه لقي قومًا من اليهود، فأعجبتْهُ هيئتُهم فقال: إنّكم لقومٌ لولا أنكم تقولون: عزيرٌ ابنُ اللَّه! فقالوا: وأنتم قومٌ لولا أنّكم تقولون: ما شاء اللَّه وشاء محمد، قال: ولقي قومًا من النّصارى، فأعجبتْهُ هيئتُهم، فقال: إنّكم قومٌ لولا أنّكم تقولون: المسيح ابنُ اللَّه، فقالوا: وأنتم قومٌ لولا أنّكم تقولون: ما شاء اللَّه وشاء محمد، فلما أصبح، قصَّ ذلك على النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كنتُ أسمعها منكم فتؤذونني، فلا تقولوا: ما شاء اللَّه وشاء محمد".
والذي يظهر من دراسة طرق هذا الحديث أنّ الذي رأى في المنام هو الطّفيل أخو عائشة أمّ المؤمنين، وسمعه منه حذيفة وجابر بن سمرة، ولكن الرواة لم يحفظوا اسمه لقلّة روايته فأبهموه، ومن الخطأ أن يجعل هذا الحديث من مسند حذيفة أو جابر بن سمرة، واللَّه تعالى أعلم.
• وعن قُتَيْلة امرأة من جهينة، أنّ يهوديًّا أتى النّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: إنّكم تندِّدون وإنّكم تشركون تقولون: ما شاء اللَّه وشئتَ! وتقولون: والكعبةِ! . فأمرهم النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا:"وربِّ الكعبة"، ويقولوا:"ما شاء اللَّه ثم شئت".
صحيح: رواه النسائيّ (٣٧٧٣) عن يوسف بن عيسى، حدثنا الفضل بن موسى، حدثنا مسعر، عن معبد بن خالد، عن عبد اللَّه بن يسار، عن قتيلة، فذكرته.
وإسناده صحيح. وقد صحّحه أيضًا الحافظ في "الإصابة" بعد أن عزاه إلى النسائي.
ورواه أحمد (٢٧٠٩٣) عن يحيى بن سعيد، قال: حدثنا المسعودي، قال حدثني معبد بن خالد، بإسناده، وهذا لفظه: عن قتيلة بنت صيفي الجهنية، قالت: أتى حَبرٌ من الأحبار إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: يا محمد، نعم القومُ أنتم، لولا أنّكم تُشركون، قال:"سبحان اللَّه، وما ذاك؟ ". قال: تقولون إذا حلفتم: والكعبة. قالت: فأمهل رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- شيئًا ثم قال:"إنّه قد قال، فمن حلف فلْيحلِف بربِّ الكعبة". ثم قال: يا محمد، نعم القومُ أنتم، لولا أنكم تجعلون للَّه ندًّا، قال:"سبحان اللَّه، وما ذاك؟ ". قال: تقولون: ما شاء اللَّه وشئتَ. قال: فأمهل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- شيئًا، ثم قال:"إنّه قد قال، فمن قال: ما شاء اللَّه، فليفصل بينهما: ثم شئتَ".
والمسعودي مختلط، ولكن يحيى بن سعيد يروي عنه قبل الاختلاط. رواه الحاكم (٤/ ٩٧) من وجه آخر عن المسعودي مختصرًا، وقال: صحيح الإسناد.
وأمّا ما رواه أبو داود (٤٩٨٠)، والإمام أحمد (٢٣٢٦٥) كلاهما من حديث شعبة، عن منصور، عن عبد اللَّه بن يسار، عن حذيفة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مختصرًا:"لا تقولوا ما شاء اللَّه وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء اللَّه ثم شاء فلان".
فهو منقطع؛ فإنّ عبد اللَّه بن يسار لم يسمع من حذيفة كما قال ابن معين.