للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولذا أخرجه الإمام مسلم، ولكنه أُعِلَّ بتفرد عدي بن ثابت لأنه كان غاليا في التشيع، والصحيح في هذا ما رواه الشيخان: البخاري (٣٧٨٣)، ومسلم (٧٥) عن البراء بن عازب مرفوعا: "الأنصار لا يحبّهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبّهم أحبّه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله". وهو مخرج في موضعه، لأن بغض المنافقين كان لجميع الصحابة، وخُصَّ بالأنصار لأنهم من أهل بلدهم، وسارعوا إلى نصرة الإسلام، وتركوا رئيسهم عبد الله بن أبي ابن سلول الذي كان يحلم أن يكون ملكا على أهل المدينة.

وكذلك لا يصحّ ما روي عن أم سلمة أنها قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يحب عليا منافق، ولا يبغضه مؤمن".

رواه الترمذي (٣٧١٧)، وأحمد (٢٦٥٠٧)، وأبو يعلى (٦٩٠٤) كلهم من طريق محمد بن فضيل، عن عبد الله بن عبد الرحمن أبي نضر، عن المساور الحميري، عن أمه قالت: دخلت على أم سلمة فسمعتها تقول: فذكرته.

وإسناده ضعيف لجهالة المساور وأمه فإنهما مجهولان. وبه أعله الذهبي، وحكم بأنه خبر منكر، إلا أن الترمذي قال: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه".

ورواه الطبراني في الكبير (٢٣/ ٣٨٠) عن يحيى بن عبد الباقي الأذني، ثنا محمد بن عوف الحمصي، ثنا أبو جابر محمد بن عبد الملك، ثنا الحكم بن محمد -شيخ مكي-، عن فطر بن خليفة، عن أبي الطفيل قال: سمعت أم سلمة تقول: أشهد أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من أحب عليا فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغض عليا فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله".

وأبو جابر محمد بن عبد الملك هو الأزدي، قال أبو حاتم: ليس بقوي، وذكره ابن حبان في الثقات. والحكم بن محمد المكي لم أقف على ترجمته.

وأما الهيثمي فقد حسَّن إسناده في المجمع (٩/ ١٣٢).

وروي عن جميع بن عمير التيمي، قال: دخلت مع عمتي على عائشة، فسئلت أي الناس كان أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: فاطمة، فقيل: من الرجال؟ قالت: زوجها، إن كان ما علمت صواما قواما.

رواه الترمذي (٣٨٧٤)، وأبو يعلى (٤٨٥٧)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ٤٠٤)، وصحّحه الحاكم (٣/ ١٥٤) كلهم من طرق عن جميع بن عمير قال: فذكره.

قال الترمذي: "حسن غريب".

وقال الحاكم: "صحيح الإسناد".

قلت: جميع بن عمير التيمي أبو الأسود الكوفي، قال البخاري: فيه نظر، قال ابن حبان: كان

<<  <  ج: ص:  >  >>