قال:"يا أبا ذر، ألا أُعلّمُكَ كلمة من كنز الجنّة؟ ". قال: بلى جعلني اللَّه فداءك. قال:"قُلْ لا حول ولا قوَّة إلّا باللَّه". قال: فقلت: لا حول ولا قوّة إلا باللَّه. قال: ثم سكت عنّى فاستبطأتُ كلامَه، قال: قلتُ: يا نبي اللَّه، إنّا كنّا أهل جاهليّة وعبادة أوثان فبعثك اللَّه رحمة للعالمين، أرأيت الصلاة ماذا هي؟ قال:"خيرٌ موضوعٌ من شاء استقَلَّ ومن شاء اسْتَكْثَر". قال: قلت: يا نبي اللَّه، أرأيتَ الصِّيام ماذا هو؟ قال:"فَرْضٌ مُجْزئٌ". قال: قلت: يا نبي اللَّه، أرأيتَ الصَّدقة ماذا؟ قال:"أضعاف مضاعفة، وعند اللَّه المزيد". قال: قلت: يا نبي اللَّه، فأيُّ الصّدقة أفضل؟ قال:"سِرٌّ إلى فقير، وجُهْدٌ مِنْ مُقِلٍّ"، قال: قلت: يا نبي اللَّه، أيُّما أُنزل عليك أعظم؟ قال:[آية الكرسي]. قال: قلتُ: يا نبي اللَّه أيُّ الشهداء أفضل؟ قال: من سُفك دَمُه وعُقِر جَوادُه. قال: قلت: يا نبي اللَّه، فأيُّ الرِّقاب أفضل؟ قال:"أغلاها ثمنًا، وأنفسها عند أهلها". قال: قلت: يا نبي اللَّه، فأيُّ الأنبياء كان أَولَّ؟ قال:"آدم عليه السلام". قال: قلتُ: يا نبي اللَّه أو نبيٌّ كان آدم؟ قال:"نعم نبيٌّ مُكلَّم، خلقه اللَّه بيده، ثم نفخ فيه رُوحَه، ثم قال له: يا آدمُ، -قُبلًا-". قال: قلتُ: يا رسول اللَّه كم وَفَي عِدَّةُ الأنبياء؟ قال:"مائةُ ألف وأربعةٌ وعشرون ألفًا، الرّسلُ من ذلك ثلاثُمائة وخمسةَ عَشَر جمًّا غفيرًا".
رواه الإمام أحمد (٢٢٢٨٨)، والطّبراني في الكبير (٧٨٧١) كلاهما من حديث أبي المغيرة، حدّثنا مُعان بن رفاعة، حدّثني علي بن يزيد، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة، مثله.
وفيه سلسلة من الضّعفاء: فمعان بن رفاعة السلاميّ وشيخه: علي بن يزيد -وهو ابن أبي زياد الألهاني- وشيخه القاسم أبو عبد الرحمن كلّهم متكلّم فيهم، ويهم أعلّه الحافظ ابن كثير في تفسيره في سورة النساء (آية: ١٦٤).
وأمّا الهيثميّ فأورده في "المجمع"(١/ ١٥٩) وأعلَّه بعلي بن يزيد وحده فقال: "مداره عليه" وهو تقصير منه.
والقاسم هو: ابن عبد الرحمن الدّمشقيّ أبو عبد الرحمن صاحب أبي أمامة.
قال ابن حبان:"يروي عن الصّحابة المعضلات، ولكن وثّقه ابن معين، والعجليّ، وقال أبو حاتم: حديث الثقات عنه مستقيم لا بأس به".
قلت: هنا يروي عنه علي بن زيد وهو مالك، وقد سبق أنّ أبا ذرّ، روى هذا الحديث، أو بعضه بنفسه.
وفي الباب أيضًا عن أبي الودّاك قال: قال لي أبو سعيد: "هل يُقِرُّ الخوارج بالدّجّال؟ فقلتُ: لا، فقال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّي خاتمُ ألْف نبيٍّ أو أكْثر، ما بُعث نبيٌّ يتبع إلا قد حذَّر أمَّته الدّجال، وإنّي قد بيَّن لي من أمره ما لم يُبيّن لأحد، وإنّه أعور، وإنّ ربَّكم ليس بأعور، وعينُه اليُمنى عوراءُ جاحظةٌ ولا تخفى، كأنّها نُخامةٌ في حائط فجُصّص، وعينُه اليُسرى كأنّها نُخامة في