أبيه، عن جدّه".
ونقل قول أبي حاتم بأنّه كذّاب، كما نقل أيضًا عن ابن الجوزيّ أنه قال: قال أبو زرعة: كذّاب.
كما نقل عن الطبرانيّ قوله: "لم يرو هذا عن يحيى إلّا ولده وهم ثقات". وذكره ابن حبان في "الثقات" (٨/ ٧٩)، وأخرج حديثه في الأنواع.
وقال في موضع آخر من "الميزان" (٤/ ٣٧٨): "إبراهيم بن هشام أحد المتروكين الذين مشّاهم ابنُ حبان فلم يُصبْ".
قلت: وفي قوله هذا دليلٌ واضح على تساهل ابن حبان، وإدخاله الضعفاء والمجاهيل في كتابه "الثقات" وإخراج أحاديثهم في "صحيحه" فتنبّه إلى ذلك! .
والحافظ ابن حجر هو الآخر أيضًا من تساهل، فنقل تصحيح ابن حبان ولم يتعقبه عليه، بل عضّده بقول مجاهد، أخرجه سعيد بن منصور في "تفسيره" بسند صحيح عنه. انظر: "الفتح" (١٣/ ٤١١).
ورواه الإمام أحمد (٢١٥٤٦) عن وكيع، حدّثنا المسعوديّ، أنبأني أبو عمر الدّمشقيّ، عن عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذرّ، قال (فذكر قطعًا من الحديث).
والمسعوديّ هو عبد الرحمن بن عبد اللَّه. ومن طريقه أخرجه النسائيّ (٨/ ٢٧٥) ما يتعلّق بتعوّذ من شرّ شياطين الجنّ والإنس فقط.
وإسناده ضعيف أيضًا، عبيد بن الخشخاش قال فيه البخاريّ: "لم يذكر سماعًا من أبي ذرّ". وضعّفه الدّارقطني، وفي التقريب: "ليّن".
وأبو عمر، ويقال: أبو عمرو الدّمشقيّ، قال الدّارقطنيّ: "متروك". كما في "اللّسان" (٧/ ٨٧).
والمسعوديّ هو عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عتبة وهو إن كان صدوقًا إلّا أنه اختلط قبل موته.
وكذلك لا يصح ما رواه الحاكم (٢/ ٥٩٧) من طريق يحيى بن سعيد السّعديّ البصريّ، ثنا عبد الملك بن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير اللّيثيّ، عن أبي ذرّ، فذكر فيه بعض الجمل من الحديث. ومن طريقه رواه البيهقيّ في "السنن" (٩/ ٤) وقال: "تفرّد به يحيى بن سعيد السّعديّ".
وقال الذهبيّ في "تلخيص المستدرك": "السّعديّ ليس بثقة".
وللحديث أسانيد أخرى ولم يسلم منها شيء.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن أبي أمامة قال: "كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في المسجد جالسًا وكانوا يظنون أنّه ينزل عليه فانصروا عنه، حتى جاء أبو ذرّ فاقتحم فأتى فجلس إليه فأقبل عليه النّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "يا أبا ذر، هلْ صليتَ اليوم؟ ". قال: لا قال: "قُمْ فَصلُ". فلمّا صلّى أربع ركعات الضُّحى أقبل عليه، فقال: "يا أبا ذر، تعوَّذْ منْ شَرِّ شياطين الجنّ والأنس". قال: يا نبي اللَّه، وهل للإنس شياطين؟ قال: "نعم شياطين الإنس والجن يوحي بعضُهم إلى بعض زخرف القول غرورًا". ثم