يَنْصِبُ، عجبت لمن رأى الدّنيا وتقلبها بأهلها ثم اطمأن إليها، وعجبت لمن أيقن بالحساب غدًا ثم لا يعمل". قلت: يا رسول اللَّه، أَوْصِني. قال: "أوصيك بتقوى اللَّه؛ فإنّه رأس الأمر كلِّه". قلت: يا رسول اللَّه، زِدْني. قال: "عليك بتلاوة القرآن، وذكر اللَّه فإنّه نُورٌ لك في الأرض، وذُخْرٌ لك في السّماء". قلت: يا رسول اللَّه، زِدْني. قال: "إيَّاك وكثرَة الضَّحِك، فإنه يُميتُ القلب، ويَذْهبُ بنور الوجه". قلت: يا رسول اللَّه زِدْني. قال: "عليك بالصَّمت إلّا من خير؛ فإنّه مطردةٌ للشّيطان عنك، وعونٌ لك على أمر دينك". قلت: يا رسول اللَّه زدْني. قال: "عليك بالجهاد فإنّه رَهْبانيةُ أُمَّتِي". قلت: يا رسول اللَّه، زدني. قال: "أَحِبَّ المساكين وجَالِسْهم". قلت: يا رسول اللَّه زدني. قال: "انظر إلى من تحتك ولا تنظر إلى من فوقك؛ فإنّه أجدر أن لا تُزْدَرَى نِعْمهُ اللَّه عندك". قلت: يا رسول اللَّه، زِدْني. قال: "قلِ الحقَّ وإِنْ كان مُرًّا". قلت: يا رسول اللَّه، زدني. قال: "لِيرُدَّكَ عن النّاس ما تَعرفُ مِنْ نفسك، ولا تجد عليهم فيما تأتي، وكفى بك عَيْبًا أن تعرف من الناس ما تجهل من نفسك، أو تجدَ عليهم فيما تأتي". ثم ضرب بيده على صدري فقال: "يا أبا ذر، لا عَقْل كالتَّدْبِير، وَلا وَرَعَ كالكَفِّ، ولا حَبَبَ كحُسْن الخُلُقِ".
إسناده ضعيف جدًّا. رواه ابن حبان في "صحيحه" (٣٦١)، وأبو نعيم في الحلية (١/ ١٦٦)، والطبراني في الكبير (٢/ ١٦٧)، والآجري -كما ذكره ابن كثير في تفسيره (٢/ ٤٧٢) - كلّهم من طرق عن إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغسّانيّ، قال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن أبي إدريس الخولانيّ، عن أبي ذرّ، فذكر الحديث بطوله، واللّفظ لابن حبان.
ذكره ابن كثير في "تفسيره" في سورة النساء (آية: ١٦٤) عن ابن مردويه بهذا الإسناد أيضًا وزاد فيه بعد قوله: "ونبيك محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-". "وأوّل نبي من أنبياء بني إسرائيل: موسى، وآخرهم عيسى. وأوَل النّبيين آدم، وآخرهم نبيّك".
وقال: "روى هذا الحديث بطوله أبو حاتم بن حبان البُستيّ في كتابه، وقد وَسَمه بالصِّحة، وخالفه أبو الفرج بن الجوزيّ، فذكر هذا الحديث في كتابه "الموضوعات"، واتّهم به إبراهيم بن هشام، ولا شك أنه قد تَكلّم فيه غير واحد من أئمة الجرح والتعديل من أجل هذا الحديث". انتهى
وإبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغسّانيّ، قال فيه أبو حاتم: "قلت لأبي زرعة: لا تحدّث عن إبراهيم بن هشام بن يحيى، فإنّي ذهبتُ إلى قريته فذكر حكاية وقال: وأظنّه لم يطلب العلم وهو كذّاب.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: ذكرتُ لعلي بن الحسين بن الجنيد بعض هذا الكلام عن أبي، فقال: صدق أبو حاتم، ينبغي أن لا يُحَّدث عنه". انتهى "الجرح والتعديل" (٢/ ١٤٣).
قال الهيثميّ في "المجمع" (٤/ ٢١٦): "فيه إبراهيم بن هشام بن يحيى الغسّانيّ، وثّقه ابنُ حبان، وضعّفه أبو حاتم وأبو زرعة".
وقال الذّهبي في "الميزان" (١/ ٧٢ - ٧٣): "هو صاحب حديث أبي ذرّ الطّويل، انفرد به عن