للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من رجال الصحيح.

وأما ما رُوي عن معاذ بن زهرة أنه بلغه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أفطر، قال: "اللَّهم! لك صمتُ وعلى رزقك أفطرت" فهو مرسل.

رواه أبو داود (٢٣٥٨) وعنه البيهقي (٤/ ٢٣٩) عن مسدد، حدّثنا هشيم، عن حصين، عن معاذ ابن زهرة، فذكره. وأعله المنذريّ بالإرسال؛ لأنّ معاذ بن زهرة تابعي، ثم لم يرو عنه غير حصين، ولذا قال فيه الحافظ: "مقبول" أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.

ورواه ابن السني (٤٧٩) من طريق سفيان، عن حصين بن عبد الرحمن، عن رجل، عن معاذ بن زهرة، بلفظ: "الحمد لله الذي أعاننيِ فصمت، ورزقني فأفطرت". فأدخل رجلًا بين حصين ومعاذ وهو لم يسم.

وكذلك لا يصح ما روي عن أنس، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر قال: "بسم الله، اللهم! لك صمتُ، وعلى رزقك أفطرت، تقبّل مني إنك أنت السميع العليم".

رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وكتاب الدعاء (٩١٨)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (٢/ ٢١٧) من طريق إسماعيل بن عمرو البجليّ، ثنا داود بن الزبرقان، عن شعبة، عن ثابت، عن أنس، فذكره.

وإسناده ضعيف جدًّا؛ فإن داود بن الزبرقان متروك كما قال الحافظ في "التلخيص" (٢/ ٢٠٢).

وأورده الهيثمي في "المجمع" (٣/ ١٥٦) وأعلّه بداود بن الزبرقان، فقال: "ضعيف".

قلت: وفيه إسماعيل بن عمرو الراوي عنه. قال الطبراني: تفرّد به إسماعيل بن عمرو البجلي.

وقال العقيلي في "الضعفاء" (٩٩): "في حديثه مناكير، ويُحيل على من لا يحتمل". وضعّفه أبو حاتم والدارقطني وغيرهما وهو من رجال "التهذيب" (١/ ٣٢٠) وسقطت ترجمته في بعض نسخ "التقريب" فتنبه.

وكذلك لا يصح ما رُوي عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أفطر يقول: "اللهم! لك صمتُ، وعلى رزقك أفطرت، فتقبّل منا إنّك أنت السميع العليم". رواه الدارقطني (٢٢٨٠).

ورواه الطبراني في "الكبير" (١٢/ ١٤٦)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (٤٨٠) كلهم من حديث عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس، فذكره.

وإسناده ضعيف جدًّا؛ فإنّ عبد الملك بن هارون قال فيه الذهبي: "تركوه" ونقل عن السعدي أنه دجال.

وهارون بن عنترة ذكره ابن حبان في المجروحين (١١٦١) وقال: وهو الذي يقال له: هارون ابن أبي وكيع. وقال: "منكر الحديث جدًّا، يروي المناكير الكثيرة حتى يسبق إلى قلب المستمع لها أنه المتعمد لذلك من كثرة ما يروي ما لا أصل له، لا يجوز الاحتجاج به بحال" انتهى.

ثم غفل عنه فأورده في "الثقات" (٧/ ٥٧٨) في ترجمة هارون بن أبي وكيع، وقال: "روى عنه

<<  <  ج: ص:  >  >>