فذكر الحديث.
وذُكر الحديث كاملًا في الإيمان باللَّه "كان اللَّه ولم يكن قبله شيء، وكان عرشه على الماء".
• عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "كتب اللَّه مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وكان عرشه على الماء".
صحيح: رواه مسلم في القدر (٢٦٥٣) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد اللَّه بن عمرو بن سرْح، حدّثنا ابن وهب، أخبرني أبو هانئ الخولانيّ، عن أبي عبد الرحمن الحبُليّ، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، فذكره.
• عن النّعمان بن بشير، عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إنّ اللَّه كتب كتابًا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، وأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دار ثلاث ليالٍ فيقربها شيطان".
حسن: رواه الترمذيّ (٢٨٨٢) عن محمد بن بشّار، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا حماد بن سلمة، عن أشعث بن عبد الرحمن الجرمي، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الجرمي، عن النّعمان بن بشير، عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فذكره.
وصحّحه ابن حبان (٧٨٢)، والحاكم (١/ ٥٦٢، ٢/ ٢٦٠) كلاهما من طريق حماد بن سلمة، بإسناده، مثله، إلا أنّ ابن حبان لم يذكر كتابة المقادير قبل خلق السماوات والأرض بألفي عام.
قال الحاكم في الموضع الأوّل: "صحيح الإسناد".
وقال في الموضع الثاني: "صحيح على شرط مسلم".
وفي الموضع الثاني وقع الوهم منه رحمه اللَّه، فإنّ أشعث بن عبد الرحمن الجرمي ليس من رجال مسلم، وإنّما روى له أبو داود، والترمذيّ، والنّسائيّ، وهو "صدوق". كما قال الحافظ في التقريب.
وقال الترمذيّ: "حسن غريب".
قلت: وهو كما قال، فإنّ إسناده حسن من أجل أشعث بن عبد الرحمن الجرميّ.
ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا الإمام أحمد (١٨٤١٤)، والفريابيّ في القدر (٨٨)، والدّارميّ في السنن (٣٤٣٠) وغيرهم.
ولكن رواه الطبرانيّ في الكبير (٧١٤٦) من هذا الطريق وجعله من رواية أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن شدّاد بن أوس، عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فذكر مثله.
وهذا الحديث يخالف ما ثبت في صحيح مسلم: "بخمسين ألف سنة". ولا يمكن الجمع بينهما إلّا بتكلّف؛ ولذا قال البغويّ في "شرحه" (١٢٠١): "غريب".