رَزين، عن ابن أم مكتوم فذكره.
وإسناده حسن، وأبو رَزين هو: مسعود بن مالك الأسدي ثقة فاضل من رجال مسلم.
وعاصم بن بهدلة "صدوق له أوهام حجة في القراءة"، وحديثه في الصحيحين مقرون.
وهذا الحديث أخرجه أيضًا ابن خزيمة (١٤٨٠)، والحاكم (١/ ٢٤٧) من طريق عاصم به.
ورواه أيضًا أبو داود (٥٥٣)، والنسائي (٨٥٢) من طريق سفيان، عن عبد الرحمن بن عابس، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن ابن أم مكتوم قال: يا رسول الله! إن المدينة كثيرةُ الهوام والسِّباع، فقال النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: "أتسمع حيَّ على الصّلاة، حيَّ على الفلاح؟ قال: نعم، قال: "فحيَّ هلا" ولم يرخص له.
قال أبو داود: وكذا رواه القاسم الجرميّ، عن سفيان. وليس في حديثه "حيَّ هلا". وإسناده صحيح.
وصحَّحه ابن خزيمة (١٤٧٨) بعد أن رواه من طريق سفيان به مثله. ورواه أيضًا الحاكم (١/ ٢٤٦ - ٢٤٧) من طريق سفيان إِلَّا أنه أسقط "عبد الرحمن بن أبي ليلى" وقال: صحيح الإسناد إن كان ابن عابس سمع من ابن أم مكتوم.
قلت: لم أجد من نص على أن عبد الرحمن بن عابس سمع من ابن أم مكتوم.
ورواه أيضًا هو واللّفظ له، والإمام أحمد (١٥٤٩١) وابن خزيمة (١٤٧٩) من طرق عن حصين بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن شداد، عن ابن أم مكتوم قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استقل الناس في صلاة العشاء فقال: "لقد هممتُ أن آتي هؤلاء الذين يتخلفون عن هذه الصّلاة، فأحرق عليهم بيوتهم" فقام ابن أم مكتوم فقال: يا رسول الله! لقد علمت ما بي، وليس لي قائد، قال: "أتسمع الإقامة؟ " قال: نعم، قال: "فاحضرها"، قال: يا رسول الله! إن بيني وبينها نخلًا وشجرًا. وليس لي قائد. قال: "أتسمع الإقامة؟ قال: نعم، قال: "فاحضرها" ولم يرخص له.
قال الحاكم: إسناده صحيح.
وأمّا ما رُوي عن ابن عباس مرفوعًا: "من سمع النداء فلم يأته، فلا صلاة له إِلَّا من عذر".
فالصحيح أنه ضعيف أو موقوف.
رواه أبو داود (٥٥١)، وابن ماجة (٧٩٣)، وابن حبان (٢٠٦٤)، والحاكم (١/ ٢٤٥)، والبيهقي (٣/ ٥٧) كلّهم من طريق عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره.
وعن عدي بن ثابت طريقان:
الأوّلى: ما رواه أبو جناب، عن مغراء العبدي عنه. وأبو جناب هو يحيى بن أبي حية الكلبي ضعيف.
ومغراء العبدي تكلّم فيه الذّهبيّ وغيره.
والرّواية الثانية: ما رواه هشيم بن بشر، عن شعبة، عن عدي بن ثابت بإسناده.
وأكثر أصحاب شعبة أوقفوه على ابن عباس.