فقلت: بل عليكم السام واللعنة، فقال: "يا عائشة! إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله" قلت: أو لم تسمع ما قالوا: قال: "قلت: عليكم".
متفق عليه: رواه البخاري في استتابة المرتدين (٦٩٢٧) ومسلم في السلام (٢١٦٥) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.
ورواه البخاري (٦٠٣٠) من وجه آخر عن عائشة، وجاء فيه: "أو لم تسمعي ما قلت، رددت عليهم، فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم فيَّ".
• عن عائشة قالت: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - ناس من اليهود، فقالوا: السام عليك يا أبا القاسم. فقال: "وعليكم" قالت عائشة: فقلت: وعليكم السام والذام. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عائشة! لا تكوني فحاشة" قالت: فقلت: يا رسول الله! أما سمعت ما قالوا: السام عليك. قال: "أليس قد رددت عليهم الذي قالوا، قلت: وعليكم".
قال ابن نمير: يعني في حديث عائشة: "إن الله عز وجل لا يحب الفحش والتفحش" وقال ابن نمير في حديثه: فنزلت هذه الآية: {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ} حتى فرغ.
صحيح: رواه أحمد (٢٥٩٢٤) عن أبي معاوية وابن نمير، قالا: حدثنا الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عائشة، فذكرته.
ورواه مسلم (٢١٦٥: ١١) من طريق أبي معاوية به وحده مختصرا، كما رواه أيضا عن يعلى بن عبيد، عن الأعمش به، وذكر فيه سبب نزول الآية الكريمة.
• عن جابر بن عبد الله يقول: سلم ناس من يهود على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: السام عليك يا أبا القاسم. فقال: "وعليكم". فقالت عائشة وغضبت: ألم تسمع ما قالوا؟ قال: "بلى قد سمعت، فرددت عليهم، وإنا نجاب عليهم، ولا يجابون علينا".
صحيح: رواه مسلم في السلام (٢١٦٦) من طرق عن حجاج بن محمد، قال: قال ابن جريج: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: فذكره.
• عن عبد الله بن عمرو، أن اليهود كانوا يقولون لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: سام عليك، ثم يقولون في أنفسهم: فنزلت هذه الآية: {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ} إلى آخر الآية.
صحيح: رواه أحمد (٦٥٨٩)، والبزار (كشف الأستار ٣/ ٧٥)، والبيهقي في شعب الإيمان (٨٦٧٩) كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، فذكره.
وعطاء بن السّائب ثقة وثّقه جماعة من أهل العلم إلا أنه اختلط في آخره، وحماد بن سلمة ممن سمع منه قبل اختلاطه.