ورواه البخاري في الصلاة (٣٨٢) عن إسماعيل (وهو ابن أبي أويس)، ومسلم في الصلاة (٢٧٢) (الرقم الصغير) عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك به مثله.
ولحديث عائشة هذا طرق أخرى في الصحيحين وغيرهما.
والذي رواه شعبةُ عن سعد بن إبراهيم، عن عروة، عن عائشة وقال فيه: أحسبها قالت: وأنا حائض.
رواه أبو داود (٧١٠) عن مسلم بن إبراهيم، عن شعبة به.
وقال: رواه جماعة عن جماعة - وسماهم - ولم يذكروا: "حائضًا".
• عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلَّى وهي معترضة بين يديه وقال: "أليس هُنَّ أمهاتكم وأخواتكم وعماتكم".
حسن: رواه أحمد (٢٤٣٥٩) عن يونس، حدّثنا داود، يعني ابن أبي فُرات، عن إبراهيم بن ميمون الصائغ، عن عطاء، عن عروة، عن عائشة فذكرته.
وإسناده حسن لأجل إبراهيم بن ميمون الصائغ فإنه صدوق كما في التقريب. وقد وثَّقه ابن معين والنسائي. وقال أبو زرعة: ليس به بأس. وله متابع دون قوله: "أليس هن أمهاتكم ... ".
وبقية الرجال ثقات، يونس هو: ابن محمد المؤدب، وعطاء هو: ابن أبي رباح.
قال السندي: قوله: أليس هنَّ - أي النساء - أي فكيف يقطعن الصلاة عليكم بمرورهن.
• عن أم سلمة قالت: كان فراشها حيال مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وفي رواية: كان يفرش لي حيال مصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان يُصلي وأنا حياله.
صحيح: روه أبو داود (٤١٤٨)، وابن ماجه (٩٥٧) كلاهما من طريق يزيد بن زُريع، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أمها فذكرته. وإسناده صحيح.
ورواه الإمام أحمد (٤١٤٨)، وأبو يعلى (٩٥٧) من طريق وهيب، والطبراني في "الكبير" (٢٣/ ٣٥٠) من طريق وهب بن بقية - كلاهما عن خالد الحذاء به مثله.
ووهيب هو: ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم، ووهب بن بقية هو: ابن عثمان الواسطي وكلاهما ثقتان من رجال الصحيح. فزيادتهما مقبولة.
الجمع بين الأحاديث من البابين:
لقد نقل الترمذي عن الإمام أحمد بعد أن أخرج حديث أبي ذر: "قال أحمد: الذي لا أشك فيه أن الكلب الأسود يقطع الصلاة. وفي نفسي من الحمار والمرأة شيء. قال إسحاق: لا يقطعها شيء إلا الكلب الأسود" (٢/ ١٦٣).
قلت: لأنه لم يجد في الكلب الأسود ما يعارضه، وقد وجد في الحمار حديث ابن عباس الآتي، وفي المرأة حديث عائشة.