للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم رواه أبو داود أيضًا (١٣١) هو وابن ماجه (٤٤١) كلاهما عن وكيع، ثنا الحسن بن صالح، عن عبد الله بن محمد بن عقيل عنها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ فأدخل إصبَعَيه في حُجري أذنيه. وهو حسن أيضًا.

وأما ما رواه ابن ماجه (٤٥٨) من طريق رَوح بن القاسم، عن عبد الله بن محمد بن عقيل عنها قالت: أتاني ابن عباس فسألني عن هذا الحديث - تعني حديثها الذي ذكرت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ وغسل رجليه. فقال ابن عباس: إن الناس أبوا إلَّا الغسل، ولا أجد في كتاب الله إلَّا المسح.

قال البيهقي في "السنن" (١/ ٧٢): فهذا إن صح، فيحتمل أن ابن عباس كان يرى القراءة بالخفض، وأنها تقتضي المسح، ثم لما بلغه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - توعد على ترك غسلهما، أو ترك شيء منهما ذهب إلى وجوب غسلهما، وقرأها نصبًا. وقد روينا عنه أنه قرأها نصبًا. انتهى.

• عن المقدام بن مَعْد يكربَ الكِندي قال: أُتِي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوَضوء فتوضأ، فغسل كفيه ثلاثًا، وغسل وجهَه ثلاثًا، ثم غسل ذراعيه ثلاثًا ثلاثًا، ثم تمضمض واستنشق ثلاثًا، ثم مسح برأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما.

حسن: رواه أبو داود (١٢١) عن الإمام أحمد بن حنبل، وهو في "المسند" (١٧١٨٨) قال: حدَّثنا أبو المغيرة، قال: حدَّثنا حَرِيز، قال: حدَّثنا عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي، قال: سمعتُ المقدام بن معديكرب فذكر الحديث. وزاد الإمام في "المسند" "وغسل رجليه ثلاثًا ثلاثًا"

قلت: رجاله ثقات غير عبد الرحمن بن ميسرة، فجعله الحافظ في التقريب "مقبولًا"، والحق أنه حسن الحديث، فقد نقل في تهذيبه عن أبي داود أنه قال: شيوخ حريز كلهم ثقات، وقال العجلي: شامي تابعي ثقة، انتهي.

وقال الذهبي في الكاشف: ثقة.

قلت: وذكره ابن حبان أيضًا في الثقات وحسَّنَ إسنادَه النووي في "المجموع" (١/ ٤١١).

إلَّا أن النكارة في هذا الحديث أن المضمضة وقعت بعد غسل الذراعين، والمعروف في الأحاديث الصحيحة أنها بعد غسل الكفين.

وفي رواية: قال أبو داود (١٢٢): حدَّثنا محمود بن خالد ويعقوب بن كعب الأنطاكي - لفظه - قالا: حدَّثنا الوليد بن مسلم، عن حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن المقدام بن معديكرب قال: "رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ، فلما بلغ مسْحَ رأسه وضع كفيه على مُقدَّم رأسه، فأمرَّهما حتَّى بلغ القفا، ثم ردَّهما إلى المكان الذي منه بدأ".

والوليد بن مسلم مُدلِّس ولكنه صرَّح بالتحديث كما ذكره أبو داود قائلًا: قال محمود (قال: ): أخبرني حريز، أي قال الوليد بن مسلم: أخبرني حريز.

<<  <  ج: ص:  >  >>