للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مما مسّت النار".

صحيح: رواه مسلم في الحيض (٣٥٢) من حديث ابن شهاب، عن عمر بن عبد العزيز، أنَّ عبد الله بن إبراهيم بن قارظ أخبره .. فذكر الحديث.

و(أقط): هو لبن جامد مستحجر.

أثوار: جمع ثور، وهو القطعة من الأقِط.

كان أبو هريرة شديدًا في رواية هذا الحديث؛ في السنن: "الوضوء مما مست النار، ولو من ثَور أقِطٍ فقال له ابن عباس: يا أبا هريرة! أنتوضأ من الدهن؟ أنتوضأ من الحميم؟ فقال أبو هريرة: يا ابن أخي! إذا سمعت حديثًا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا تضربْ له مثلًا.

هكذا رواه الترمذي (٧٩)، واختصره ابن ماجه (٤٨٥) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وإسناده صحيح.

وفي سنن النسائي (١٧٤) لما قال ابن عباس: أتوضأ من طعام أجده حلالًا في كتاب الله؛ لأن النار مسته؟ ! فجمع أبو هريرة حصىً فقال: أشهد عدد هذا الحصى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "توضأوا مما مسّت النار".

ورواه أبو داود (١٩٤) من وجه آخر عن الأغر، عن أبي هريرة بلفظ: "الوضوء مما أنضجتِ النار".

وأمَّا ضرب هذه الأمثال من ابن عباس، فذلك لأنّه شهد النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أكل كتف شاة ولم يتوضّأ، فيكون هذا ناسخًا لقول النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "توضؤوا ممّا مسَّت النار" وما ذهب إليه ابن عباس رضي الله عنهما هو الصّواب.

ولعلَّ أبا هريرة لم يتذكَّر ذلك في أوَّل الأمر، ثمَّ تذكَّر، وروى حديث: أنَّه رأى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يتوضَّأُ من أثوار أقطٍ، ثمَّ رآه أكل كَتِف شاةٍ ثمَّ صلَّى ولم يتوضَّأْ". وسيأتي تخريجه في الباب الذي يليه - إن شاء الله -.

• عن عائشة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "توضؤوا مما مستِ النار".

صحيح: رواه مسلم في الحيض (٣٥٣) من حديث ابن شهاب، أخبرني سعيد بن خالد، أنَّه سأل عروة بن الزبير، عن الوضوء ممَّا مَسَّت النار. قال عروة: سمعت عائشة .. فذكرت.

• وعن أبي طلحة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "توضأوا مما أنضجت النار".

صحيح: رواه النسائي (١٧٨) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله قال: حدثني حَرَمِي بن عُمارة، قال: حدَّثنا شعبة، عن أبي بكر بن حفص، عن ابن شهاب، عن ابن أبي طلحة، عن أبي طلحة، فذكر الحديث. وإسناده صحيح.

وفي الباب عن أبي موسى الأشعري، وعبد الله بن عمر، وأبي أيوب، وأم حبيبة وغيرهم، وفي أسانيدهم مقال.

<<  <  ج: ص:  >  >>