الله - صلى الله عليه وسلم - "على الفطرة " ثم قال: أشهد أن لا إله إِلَّا الله، أشهد أن لا إله إِلَّا الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خرجت من النّار" فنظروا فإذا هو راعي مِعزًى.
متفق عليه: رواه مسلم في الصّلاة (٣٨٢) من طريق حمّاد بن سلمة، ثنا ثابت، عن أنس بن مالك فذكر الحديث، ورواه البخاريّ في الجهاد (٢٩٤٣) من وجه آخر عن أنس بن مالك مختصرًا.
وقوله: "على الفطرة" أي: على الإسلام.
وقوله: "خرجت من النّار" أي: بالتوحيد.
وقوله: "فإذا هو راعي معزى" قال النوويّ: "احتج به بأن الأذان مشروع للمفرد، وهذا هو الصَّحيح في مذهبنا ومذهب غيرنا .. انتهى.
• عن عقبة بن عامر قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يعجبُ ربّكم من راعي غنم في رأس شظيةٍ بجبل يؤذِّن بالصلاة ويُصَلِّي، فيقول الله عَزَّ وَجَلَّ: انظروا إلى عبدي هذا يؤذِّن ويقيمُ الصّلاة، يخاف مني، قد غفرت لعبدي، وأدخلته الجنّة".
صحيح: رواه أبو داود (١٢٠٣)، والنسائي (١٦١) كلاهما من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، أن أبا عُشَّانة المعافري حدَّثه، عن عقبة بن عامر فذكر الحديث. ومن هذا الطَّريق رواه أيضًا الإمام أحمد (١٧٤٤٣).
وإسناده صحيح، وصحّحه أيضًا ابن حبان فأخرجه في صحيحه (١٦٦٠)، من هذا الوجه.
وأبو عُشَّانة - بضم المهملة وتشديد المعجمة اسمه: حي بن يؤمن، مشهور بكنيته ثقة، وثَّقه أحمد وأبو داود وغيرهما.
وقوله: الشظية: قطعة مرتفعة في رأس الجبل، وقيل: هي الصخرة العظيمة الخارجة من الجبل كأنّها أنف الجبل.
• عن عبد الله بن مسعود قال: بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره سمعنا مناديًا يُنادي: الله أكبر الله أكبر فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "على الفطرة" فقال: أشهد أن لا إله إِلَّا الله، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "خرج من النّار" فابتدرناه، فإذا هو صاحب ماشية أدركتْه الصّلاة فنادى بها.
صحيح: رواه أحمد (٣٨٦١) قال: حَدَّثَنَا محمد بن بِشْر، حَدَّثَنَا سعيد (وهو ابن أبي عروبة) حَدَّثَنَا قتادة.
وحدثنا عبد الوهّاب (وهو ابن عطاء الخفاف) عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود فذكر الحديث.
ورجاله ثقات غير أن سعيد بن أبي عروبة اختلط، وكان سماع عبد الوهّاب ومحمد بن بشر قبل الاختلاط.