للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فلعلّ هذا مما اضطرب فيه أبو سفيان طريف السّعدي لأنه ضعيف، ضعّفه أبو حاتم وابن معين. وقال النسائي: "متروك".

ثم وقفت على كلام البخاري في "التاريخ الكبير" (٤/ ٣٥٧) في ترجمة طريف بن شهاب أبي سفيان أنه أعل حديث أبي سعيد بعد أن ذكره معلقًا فقال: "وقال ابن فضيل، عن أبي سفيان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد: أمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن نقرأ فاتحة الكتاب وما تيسر"، بحديث آخر لأبي سعيد وهو ما رواه عن مسدد نا يحيى، عن العوام بن حمزة، نا أبو نضرة، سألت أبا سعيد، عن القراءة خلف الإمام، قال: فاتحة الكتاب.

قال البخاري: "وهذا أولى، لأن أبا هريرة وغير واحد ذكروا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب" وقال أبو هريرة: إن زدت فهو خير، وإن لم تفعل أجزأك". انتهى.

قلت: النص الأول لم ينفرد به أبو سفيان طريف بن شهاب عن أبي نضرة، بل تابعه قتادة كما رأيت، بخلاف النص الثاني فإنه تفرد به أبو سفيان طريف بن شهاب، معنى النص الأول يختلف عن معنى النص الثاني، إذ النص الأول يوجب قراءة شيء مع الفاتحة، بخلاف النص الثاني، والله تعالى أعلم.

• عن رفاعة بن رافع الزرقي، وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: جاء رجلٌ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، - فذكر الحديث في إساءته للصلاة ثم ذكر توجيه النبي - صلى الله عليه وسلم - له وجاء فيه -: "ثم اقرأ بأم القرآن، وبما شاء الله أن تقرأ".

حسن: رواه أبو داود (٨٥٩) قال: حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن محمد - يعني ابن عمرو - عن علي بن يحيى بن خلاد (عن أبيه) عن رفاعة بن رافع فذكره.

والحديث سيأتي بكامله في باب الاعتدال في الركوع والسجود، ورواه الإمام أحمد (١٨٩٩٥) عن يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمد بن عمرو به وفيه: "ثم اقرأ بأم القرآن، ثم اقرأ بما شئت".

وصحَّحه ابن حبان (١٧٨٧) فرواه من هذا الطريق.

وإسناده حسن من أجل محمد بن عمر وهو ابن علقمة، حسن الحديث.

وتابعه على هذا اللفظ محمد بن عجلان، عن علي بن يحيى بن خلاد به، وفيه: "عن أبيه، عن عمه رفاعة".

• عن جابر بن عبد الله قال: كان معاذ يُصَلِّي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء، ثم يرجع فيُصَلِّي بأصحابه ثم ذكر قصة معاذ، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - للفتي: "وكيف تصنع يا ابن أخي إذا صليت؟ " قال: أقرأ بفاتحة الكتاب، وأسأل الله الجنة، وأعوذ به من النار، وإني لا أدري ما دندنتك ولا دندنةَ معاذ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني ومعاذٌ حول هاتين"

<<  <  ج: ص:  >  >>