وهو مؤمن".
حسن: رواه الإمام أحمد (١٩١٠٢)، والبزّار -كشف الأستار (١١١) - كلاهما من حديث شعبة، عن فراس، عن مدرك بن عُمارة، عن ابن أبي أوفي، فذكر الحديث.
قال البزار: "لا نعلمُ له طريقًا عن ابن أبي أوفى إلّا هذا الطّريق".
قلت: ليس كما قال، بل له طرق عن مدرك بن عُمارة، وهذا أصحُّها. وإسناده حسن من أجل مدرك بن عمارة وهو ابن عقبة بن أبي مُعيط الأمويّ من رجال "التعجيل": "روي عن أبيه وله صحبة، وروي عن عبد اللَّه وهو ابن أبي أوفي. روى عنه فراس الخارفي، ويونس بن أبي إسحاق، وليث بن أبي سُليم وغيرهم، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "عِداده في أهل الكوفة". وقال غيره: يقال: إن له صحبة وهو غلط" انتهى.
ومثله لا بأس بتحسين حديثه إذا كان له شواهد صحيحة.
• عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا زنى الرّجل خرج منه الإيمان كان عليه كالظُّلة، فإذا انقلع رجع إليه الإيمان".
صحيح: رواه أبو داود (٤٦٩٠) عن إسحاق بن سويد الرّمليّ، حدثنا ابن أبي مريم، أخبرنا نافع -يعني ابن زيد-، قال: حدثني ابن الهاد، أن سعيد بن أبي سعيد المقبريّ حدّثه، أنه سمع أبا هريرة، فذكر الحديث.
وإسناده صحيح، ورجاله ثقات رجال الصحيح، وصحّحه أيضًا الحاكم (١/ ٢٢) على شرط الشيخين فقال: "فقد احتجا برواته".
أما ما روي عن أبي هريرة مرفوعًا: "من زنا وشرب الخمر نزع اللَّه منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه" فهو ضعيف.
رواه الحاكم (١/ ٢٢) من طريقين عن أبي عبد الرحمن المقري، ثنا سعيد بن أبي أيوب، ثنا عبد اللَّه بن الوليد، عن ابن حجيرة، أنه سمع أبا هريرة، فذكر مثله.
قال الحاكم: "قد احتج مسلم بعبد الرحمن بن حجيرة، وعبد اللَّه بن الوليد، وهما شاميان".
قلت: هذا وهم منه فإن عبد اللَّه بن الوليد وهو ابن قيس التجيبيّ المصريّ ليس من رجال مسلم، وإنما أخرج له أبو داود والنسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات" ولكن ضعّفه الدّارقطنيّ وقال: "لا يعتبر بحديثه".
وفي "التقريب": "ليّن الحديث" وشيخه هو عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن حجيرة لا عبد الرحمن بن حجيرة كما قال الحاكم، فلعلّه سقط في الإسناد: "عن أبيه"، وعبد اللَّه بن عبد الرحمن بن حجيرة ليس من رجال مسلم أيضًا، وقد روي عن أبيه، وعنه عبد اللَّه بن الوليد التجيبيّ، وهو ممن وثّقه أيضًا ابنُ حبان.