حديثه، وأمّا الحافظ ابن حجر فذكره في مرتبة: "مقبول".
وأمّا قول ابن التركماني في "الجوهر النقي": ذكر صاحب الكمال أن دحيمًا قال: لم يسمع الوليد بن مسلم من حديث شيبة بن الأحنف شيئًا".
فوقع فيه تحريف، فإن في تهذيب الكمال: قال أبو حاتم: سمعت دحيمًا يقول: "لم أسمع من الوليد بن مسلم من حديث شيبة بن الأحنف شيئًا".
وقال عثمان بن سعيد الدَّارميّ عن دحيم: كان الوليد برُوي عنه، ما سمعتُ أحدًا يعرفه.
فهذان النقلان يختلفان عمّا نقله ابن التركماني عن دحيم، فليس فيهما نفي سماع الوليد بن مسلم من شيبة بن الأحنف، بل نفي هو عن نفسه أن يسمع من الوليد بن مسلم شيئًا يرويه عن شيبة بن الأحنف.
فإن نفي هو عن نفسه فقد ثبت عن غيره من روى عنه كما رأيت، وفيه تصريح من الوليد بالتحديث فلا يجوز تكذيبه.
بل قد أكد دحيم في رواية عثمان بن سعيد الدَّارميّ أن الوليد كان يروي عنه إِلَّا أنه نفى العلم بالمعرفة عنه فوجب التنبيه عليه.
• عن أبي هريرة قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بثلاث ونهاني عن ثلاث، أمرني بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأن لا أنام إِلَّا على وتر، وركعتي الضحى. ونهاني عن الالتفات في الصّلاة التفات الثعلب، وأقعى إقعاء القرد، وأنقر نقر الديك.
حسن: رواه البيهقيّ في سننه (٢/ ١٢٠) من طريق ليث، عن مجاهد، عن أبي هريرة، فذكره.
وليث هو ابن أبي سليم صدوق إِلَّا أنه اختلط فلم يتميز حديثه فترك، ولكنه توبع. رواه الإمام أحمد (٧٥٩٥)، وأبو داود الطيالسي (٢٧١٦) كلاهما من حديث يزيد بن أبي زياد، حَدَّثَنِي من سمع أبا هريرة يقول: "أوصاني خليلي بثلاث .. ". فذكره.
ويزيد بن أبي زياد هو الهاشمي ضعيف، وأمّا الراوي الذي لم يسم فهو مجاهد كما في رواية أحمد (٨١٠٦) وكما في الرواية السابقة.
وعزاه المنذري في الترغيب والترهيب (٧٩٤) إلى أحمد وأبي يعلى وقال: "إسناد أحمد حسن". وقال: ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" وقال: "كإقعاء القرد" مكان "الكلب".
قلت: في الرواية الأولى عند الإمام أحمد: "كإقعاء القرد" وفي الرواية الثانية عنده: "كإقعاء الكلب". وهي التي ذكرها المنذري.
وقوله: "بإسناد حسن" كذا قال، وفيه علتان:
الأوّلى: يزيد بن أبي زياد الهاشمي وهو ضعيف كما سبق.