حديث شعبة، حدثنا محمد بن عثمان بن عبد اللَّه بن موهب، وأبوه عثمان كلاهما سمعا موسى بن طلحة بحدّث عن أبي أيوب، فذكره.
واللّفظ للبخاريّ؛ إلّا أنه قال في أحد الإسنادين: "عن ابن عثمان بن عبد اللَّه بن موهب، عن موسى بن طلحة" وقال أيضًا: "أخشى أن يكون محمد غير محفوظ إنما هو عمرو".
إلّا أنّ مسلمًا لم يذكر لفظ الحديث، وإنّما أحال على ما سبقه وهو ما رواه عن عبد اللَّه بن نمير، عن عمرو بن عثمان -كما رجّحه البخاريّ-، عن موسى بن طلحة، قال: حدثني أبو أيوب: أنّ أعرابيًّا عرض لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو في سفر، فأخذ بخطام ناقته -أو بزمامها- ثم قال: يا رسول اللَّه -أو يا محمد- أخبرني بما يقرّبني من الجنّة وما يباعدني من النّار. قال: فكفّ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ثم نظر في أصحابه ثم قال: "لقد وُفَّق -أو لقد هُدِى-". قال: "كيف قلت؟ ". قال: فأعاد فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "تعبد اللَّه لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، وتصل الرّحم، دع النَّاقة".
وزاد في رواية أبي إسحاق، عن موسى بن طلحة: "إن تمسّك بما أُمر به دخل الجنّة".
ورواه أيضًا البغويّ في "شرح السنة" (١/ ٢٠) من طريق أبي نعيم، فقال:
"عن عمرو بن عثمان" إلّا أنّه فاته العزو إلى البخاريّ.
وعمرو بن عثمان هو الصّحيح، قال النَّووي: "اتفقوا على أنَّه وهم من شعبة، وأنَّ الصّواب: عمرو".
وقوله: "أرب" فيه ثلاث روايات: إحدها: "أَرِبَ" بوزن عَلِم، ومعناه الدّعاء عليه أي: أُصيبت آرابه وسقطت، وهي كلمة لا يراد بها وقوع الأمر، وإنما تذكر في معرض التعجّب. والثانية: "أَرَبٌ ما له" بوزن جَمَلٌ، أي: حاجة له، و"ما" زائدة للتقليل، أي حاجة يسيرة: والثالثة: "أَرِبٌ" بوزن كتف، والأرِبُ: الحاذق الكامل، أي: هو أرِبٌ، فحذف المبتدأ ثم سأل فقال: ماله؟ أي ما شأنه. راجع: النهاية (١/ ٣٥).
• عن أبي هريرة، أنّ أعرابيًّا أتى النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: دُلّني على عمل إذا عملتُه دخلتُ الجنّةَ. قال: "تعبد اللَّه لا تشركُ به شيئًا، وتقيم الصّلاة المكتوبة، وتؤدّي الزّكاة المفروضة، وتصوم رمضان". قال: والذي نفسي بيده! لا أزيد على هذا. فلما ولَّى قال النّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من سرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظرْ إلى هذا".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الزّكاة (١٣٩٧)، ومسلم في الإيمان (١٤)، كلاهما من حديث عفّان بن عثمان، حدّثنا وهيب، عن يحيى بن سعيد بن حيّان، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، فذكر الحديث، ولفظهما سواء.
• عن أبي جمرة قال: كنتُ أقعدُ مع ابن عباس يُجلسني على سريره فقال: أَقِمْ عندي حتى أجعل لك سهمًا من مالي. فأقمتُ معه شهرين، ثم قال: إنّ وفد عبد