صاحب البصري، فإن كان ما قاله محفوظًا فيُشبه أن يكون روى عنهما جميعًا. لكن لم يذكر ابن أبي حاتم وابن حبان وغيرهم للكاهلي راويًا إلا مروان". انتهى. انظر: "تهذيب التهذيب" (١١/ ٢٦٧).
قلت: أما قول النسائي فيُحمل على أنه كان من المتشددين، ثم إنّ جرحه غير مفسر، ففي حال التعارض مع غيره يقدم قول المعتدلين، وأما تعليق الحافظ على قول ابن شاهين فهو مجرد احتمال.
وأما يحيى بن كثير أبو النضر صاحب البصري فهو ضعيف بلا نزاع وستأتي ترجمته بعد قليل.
ثم رواه ابن حبان من وجه آخر عن مروان بن معاوية، قال: حدّثنا يحيى بن كثير الكوفي - شيخ له قديم - قال: حدّثنا المسور بن يزيد قال: شهدتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الصلاة فتعايَ في آية، فقال رجل: يا رسول الله! إنك تركت آية، قال: "فهلَّا أذكرتنيها؟ " قال: ظننت أنها قد نُسختْ. قال: "فإنها لم تُنسخ".
وحديث المسور بن يزيد هذا يقويه قول أنس بن مالك قال: كنا نفتحُ على الأئمة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، رواه الحاكم في المستدرك (١/ ٢٧٦) من طريق يحيى بن غيلان وعبد الله بن بزيغ، ثنا حميد، عن أنس فذكره.
قال الحاكم: يحيى بن غيلان وعبد الله بن بزيغ التستريان ثقتان. هذا حديث صحيح وله شواهد ولم يخرجاه قال: أخبرنا علي بن حماد العدل، ثنا علي بن عبد الصمد الطيالسي، ثنا زياد بن أيوب، ثنا جارية بن هرم، ثنا حميد الطويل، عن أنس قال: كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُلقن بعضُهم بعضًا في الصلاة. انتهى.
قلت: وحكمه الرفع، لأنه عزاه إلى عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فالظاهر أنه علم بذلك ولم يُنكر على ذلك.
كما يؤيده أيضًا مرسل عروة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ترك آية فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أفيكم أبيّ" فقالوا: نعم، فقال: "فما منعك أن تفتحها علي" هكذا رواه عروة مرسلًا.
• عن عبد الله بن عمر، أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى صلاةً فقرأ فيها، فلبس عليه، فلما انصرف قال لأُبِّي: "صلَّيت معنا؟ " قال: نعم. قال: "فما منعك".
صحيح: رواه أبو داود (٩٠٧) عن يزيد بن محمد الدمشقي، حدّثنا هشام بن إسماعيل، حدّثنا محمد بن شُعيب، أخبرنا عبد الله بن العلاء بن زَبْرٍ، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه ابن حبان في صحيحه (٢٢٤٢) من طريق هشام بن عمار، قال: حدّثنا محمد بن شُعيب بن شابور به وفيه "فما منعك أن تفتحها عليَّ".
وفي الباب عن ابن عباس قال: تردد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الفجر في آية. فلما قضى الصلاة نظر في وجوه القوم، فقال: "أما صلَّى معكم أبي بن كعب؟ " قالوا: لا، قال: فرأى القوم أنه إنما سأل عنه ليفتح عليه.