قال أبو مسعود: فأنتُم اليومَ أشدُ اختلافًا.
صحيح: رواه مسلم في الصلاة (٤٣٢) من طريق الأعمش، عن عُمارة بن عمير التيمي، عن أبي معمر، عن أبي مسعود فذكر الحديث.
وقوله: "أولو الأحلام" أي العقلاء، وقيل: البالغون.
وقوله: "النُّهى" بضم النون - العقول - وعطف أحدهما على الآخر للتأكيد.
قال الخطابي: "إنَّما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يلي الإمام ذووا الأحلام والنُّهى ليعقلوا عنه صلاته، ولكي يخلفوه في الإمامة إن حدث به حدث في صلاته، وليرجع إلى قولهم إن أصابه سهو، أو عرض في صلاته عارض في نحو ذلك من الأمور" "المعالم" (١/ ٣٣٤).
• عن جابر بن سمرة قال: خرج علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنَّها أذنابُ خيلٍ شُمُسٍ؟ اسكنُوا في الصلاة". قال: ثم خرج علينا فرآنا حِلَقًا فقال: "ما لي أراكم عِزين؟ " قال: ثم خرج علينا فقال: "ألا تصُفُّون كما تَصُفُّ الملائكة عند ربها؟ " فقلنا: يا رسول الله! وكيف تصفُّ الملائكة عند ربِّها؟ قال: "يُتِمُّون الصَّفوفَ الأُولَ، ويتراصُّون في الصفّ".
رواه مسلم في الصلاة (٤٣٠) من حديث الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن تميم بن طرفة، عن جابر بن سمرة، فذكر مثله.
ورواه أصحاب السنن من هذا الوجه الجزء الأخير من الحديث.
وقوله: "شُمس" جمع شموس. مثل رسول ورسل، وهي التي لا تستقر، بل تضرب وتتحرك بأذنابها وأرجلها.
وقوله: "حِلقًا" بكسر الحاء وفتحها لغتان، جمع حلْقة بإسكان اللام.
وقوله: "ما لي أراكم عزين أي متفرقين جماعة جماعة، وواحدها عِزَة.
وفيه النهي عن التفرق، والأمرُ بالاجتماع.
• عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أقيموا الصفوفَ، وحاذوا بين المناكب، وسُدُّوا الخلل، ولِينُوا بأيدي إخوانكم، ولا تَذَرُوا فُرُجات للشّيطان، ومن وصل صفًّا وصله الله، ومن قطع صفًّا قطعه الله".
صحيح: رواه أبو داود (٦٦٦) حدثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي، حدّثنا ابن وهب، ح وحدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث، وحديث ابن وهب أتم، عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرة، عن عبد الله بن عمر فذكر مثله. وهذا إسناد صحيح موصول.
قال قتيبة: عن أبي الزاهرية، عن أبي شجرة، ولم يذكر ابن عمر.