ورواه أيضًا أحمد (٢٠٧٠٤) عن عبد الرزّاق، أنا سفيان، عن خالد به مثله. فإن صَحَّ ذلك فيمكن حمله على الواقعتين يوم الحديبية ويوم حنين، ورجَّح بعض أهل العلم أن ذلك وقع يوم حنين بناءً على حديث الحسن عن سمرة الآتي.
ويؤيد أن ذلك كان يوم الجمعة ما ذكره ابن عباس عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في يوم جمعة يوم مطر: "صلوا في رحالكم" رواه ابن ماجة (٩٣٨) وفيه عباد بن منصور ضعيف.
وبوَّب أبو داود بقوله: باب الجمعة في اليوم المطير، وأخرج فيه حديث أبي المليح عن أبيه.
وأبو المليح: اسمه عامر بن أسامة، وقيل: زيد بن أسامة، وقيل أسامة بن عامر، وقيل: عمير بن أسامة، هذلي بصريّ، اتفق الشيخان على الاحتجاج بحديثه، وأبوه له صحبة، ويقال: إنه لم يرو عنه إِلَّا ابنه أبو المليح. كذا أفاد المنذري.
• عن سمرة بن جندب قال: أصابتنا السماءُ، ونحن مع النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فنادى: "الصّلاة في الرِحال".
حسن: رواه الإمام أحمد (٢٠١٧٠) عن معاذ بن هشام، قال: حَدَّثَنِي أبيّ، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة فذكر الحديث.
ورواه أيضًا البزّار "كشف الأستار" (برقم: ٤٦٤).
والطَّبرانيّ في الكبير" (برقم: ٦٨٢٣) وأبو يعلى "إتحاف الخيرة" (١٣١٧) كلّهم من طرق عن معاذ بن هشام به مثله.
ورواه الإمام أحمد عن بهز، عن أبان (٢٠٠٩٣)، وهمام (٢٠١٥٣) كلاهما عن قتادة، عن الحسن به وفيه التصريح بأن ذلك كان يوم حنين.
بهز هو: ابن أسد العمي ثقة ثبت من رجال الجماعة.
وهمام هو: ابن يحيى العَوذي ثقة من رجال الجماعة وإسناده صحيح غير أن قتادة مدلِّس وقد عنعن، ولكن ثبت في حديث أبي المليح، عن أبيه أن شعبة روى عنه هذا الحديث فالذي يظهر أن قتادة له شيخان: أبو المليح والحسن، وصحَّ في إحدى طرقه أن شعبة روى عنه، وبهذا تزول تهمة التدليس عن قتادة لما سبق من قوله.
وأمّا الحسن البصري فهو الإمام الفقيه المعروف، وفي صحيح البخاريّ وغيره أنه سمع حديث العقيقة من سمرة، وهذا لا خلاف فيه، وإنما الخلاف في سماعه منه غير حديث العقيقة، فذهب عليّ بن المديني والبخاري إلى سماعه مطلقًا، وسيأتي مزيد من التحقيق في حديث العقيقة.
وقال الهيثميّ في مجمعه (٢/ ٤٧) رواه أحمد والطَّبرانيّ في الكبير والبزّار بنحوه وزاد: كراهية أن يشق علينا. ورجال أحمد رجال الصَّحيح.
قلت: وأمّا البزّار فرواه بإسناد آخر وهو ضعيف جدًّا. قال: حَدَّثَنَا خالد بن يوسف، حَدَّثَنِي