يقولها عبد حقًّا من قلبه، إلا حرَّم على النَّار". فقال له عمر بن الخطاب: أنا أحدّثك ما هي؟ هي كلمة الإخلاص التي ألزمها اللَّه تبارك وتعالى محمدًا وأصحابه، وهي كلمة التقوى التي ألاص عليها نبيُّ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عمَّه أبا طالب عند الموت: شهادة أن لا إله إلا اللَّه.
حسن: رواه الإمام أحمد (٤٤٧)، وصحّحه ابن حبان (٢٠٤)، والحاكم (١/ ٣٥١) كلهم من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن مسلم بن يسار، عن حُمران بن أبان، أنّ عثمان بن عفّان، قال (فذكر الحديث)، واللّفظ لأحمد.
قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين".
قلت: إسناده حسن من أجل عبد الوهاب بن عطاء الخفاف؛ فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
وسعيد هو ابن أبي عروبة اختلط إلّا أنّ عبد الوهاب بن عطاء سمع منه قبل الاختلاط، وسعيد ابن أبي عروبة يعتبر من أوثق الناس في قتادة.
• عن جابر، أنّ النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يخرجُ من النار بالشّفاعة كأنهم الثعارير". قلت: ما الشعارير؟ قال: الضغابيس، وكان قد سقط فمه، فقلت لعمرو بن دينار: أبا محمد سمعتَ جابر بن عبد اللَّه يقول: سمعت النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "يخرج بالشفاعة من النار"؟ قال: نعم.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٥٨)، ومسلم في الإيمان (١٩١/ ٣١٨) كلاهما من حديث حماد بن زيد، عن عمرو، عن جابر، فذكر مثله، واللفظ للبخاريّ، وأما مسلم فلم يذكر الجزء الأول من الحديث.
• عن جابر بن عبد اللَّه قال: سمعتُ النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إنّ اللَّه يخرجُ ناسًا من النّار فيدخلهم الجنة".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٩١: ٣١٧) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو، سمع جابرًا يقول (فذكر الحديث).
• عن جابر قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّ قومًا يخرجون من النار يحترقون فيها إلّا دارات وجوههم حتى يدخلون الجنة".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٩١: ٣١٩) عن حجاج بن الشّاعر حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا قيس بن سليم العنبريّ، قال: حدثني يزيد الفقير، حدثنا جابر بن عبد اللَّه، فذكره.
قوله: "دارات" جمع دارة وهي ما يحيط بالوجه من جوانبه، ومعناه أن النار لا تأكل دارة الوجه لكونها محل السجود كما جاء في الأحاديث الأخرى: "إلّا مواضع السجود".