للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ورواه أبو داود (١١٩٤) عن موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد (وهو بن سلمة) عن عطاء بن السائب به وهي الرواية الثانية.

وحماد بن سلمة ممن سمع من عطاء قبل الاختلاط وبعده وموافقته لشعبة تدل على أنه روى عنه هذا الحديث قبل الاختلاط.

وممن تابعه أيضًا عبد العزيز بن عبد الصمد، عن عطاء بن السائب به، رواه النسائي (١٤٨٢) عن هلال بن بِشْر، عن عبد العزيز بن عبد الصمد به وهو ممن سمع عنه أيضًا قبل الاختلاط.

وممن تابعهم أيضًا: محمد بن فُضيل، قال: حدثنا عطاء بن السائب به وهو ممن سمع منه بعد الاختلاط. رواه الإمام أحمد (٦٤٨٣) عنه، وهذه المتابعات تفيد بأن عطاء بن السائب لم يختلط في هذا الحديث.

ووالد عطاء هو: السائب بن مالك، أو ابن زيد الكوفي ثقة.

قال الخطابي: "وفي الحديث دليل على أن النفخ لا يقطع الصلاة إذ لم يكن له هجاء فيكون كلمة تامة. وقوله: "أُفْ" لا تكون كلامًا حتى تُشَدِّدَ الفاء فيكون على ثلاثة أحرف من التأفيف. كقولك: أفٍّ لكذا، فأما والفاء خفيفة فليس بكلام.

وأما ما رُوِي عن زيد بن ثابت قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن النفخ في السجود، وعن النفخ في الشراب فهو ضعيف جدًّا. فيه خالد بن إلياس أو إياس، أبو الهيثم المدني العدوي إمام المسجد النبوي ضعيف جدًّا، قال الإمام أحمد والنسائي: متروك قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث.

رواه الطبراني في الكبير قال الهيثمي في "المجمع" (٢/ ٨٣) فيه خالد بن إلياس متروك.

في الباب أيضًا عن أبي هريرة وفيه عبد المنعم بن بشير منكر الحديث.

وفي الباب أيضًا عن أم سلمة قالت: رأى النبي صلى الله عليه وسلم غلامًا لنا يقال له: أفلح إذا سجد نفخ فقال: "يا أفلح! ترِّبْ وجْهك" رواه الترمذي (٣٨١) عن أحمد بن منيع، حدثنا عبَّاد بن العوَّام، أخبرنا ميمون أبو حمزة، عن أبي صالح مولى طلحة، عن أم سلمة فذكرت مثله.

قال الترمذي: حديث أم سلمة إسناده ليس بذاك، وميمون أبو حمزة قد ضعَّفه بعض أهل العلم" انتهى.

قلت: وفيه أيضًا أبو صالح مولى طلحة لم يوثقه إلا ابن حبان ولذا قال الحافظ في التقريب: "مقبول" ومن طريقه رواه ابن حبان في صحيحه (١٩١٣) قال: كنتُ عند أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فأتاها ذو قرابتِها غلامٌ شاب ذو جمَّةٍ، فقام يُصَلِّي، فلما ذهب ليسجدَ نَفَخَ. فقالتْ: لا تفعل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لغلام لنا أسود: "يا رباح! ترِّبْ وجهك".

ويقال اسمه زاذان كما في التقريب، ومن طريقه رواه الطبراني في "الكبير" (٢٣/ ٣٩٤) وحيث لم يوجد من تابعه فهو "لين الحديث" وأما ميمون أبو حمزة فقد تابعه عند ابن حبان داود بن أبي هند فرواه عن أبي صالح مولى آل طلحة كما سبق.

<<  <  ج: ص:  >  >>