صحيح: رواه الإمام أحمد (٩٧٧٨) حَدَّثَنَا وكيع، حَدَّثَنَا الأعمش، قال: أُرَي أبا صالح، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده صحيح، والشك من الأعمش في صحابي الحديث، هل هو أبو هريرة أم جابر كما في حديث البزّار، وهذا الشك لا يضر في صحة الحديث. وحديث أبي هريرة رواه البزّار "كشف الأستار" (٧٢٠) من طريق محاضر بن المورع، وابن حبان (٢٥٦٠) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن الأعمش به بدون شك.
قال الهيثميّ في "المجمع" (٢/ ٢٥٨): "رواه أحمد والبزّار ورجاله رجال الصَّحيح" قلت: وهو كما قال إِلَّا أن محاضر بن المورع وإن كان من رجال مسلم ولكنه اختلف فيه، قال الإمام أحمد: "سمعت منه أحاديث لم يكن من أصحاب الحديث كان مُغَفَّلًا جدًّا" وقال أبو حاتم: "ليس بالمتين" وقال النسائيّ: "ليس به بأس".
• عن جابر قال: قال رجلٌ للنَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ فلانًا يصلي، فإذا أصبح سرق، قال: "سينهاه ما تقول".
حسن: رواه البزّار "كشف الأستار" (٧٢٢) عن محمد بن موسى الحرشيّ، ثنا زياد بن عبد الله، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن جابر، فذكره.
ورواه أيضًا (٧٢١) عن يوسف بن موسى، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن أبي صالح، قال: أُراه عن جابر، فذكره.
"قال البزّار: "وهذا اختلف فيه كما ترى".
قلت: لم يختلف في الإسناد الأوّل، وزياد بن عبد الله هو الطفل البكائيّ العامريّ من رجال الشّيخين، ولم يشك فيه الأعمش بأن هذا الحديث من مسند جابر، وكذلك رواه قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، بدون شك.
رواه ابن أبي الدُّنيا في "التهجّد" (٣٨٢) عن عليّ بن الجعد، أخبرنا قيس بن الربيع، بإسناده.
ولكن قيس بن الرّبيع تغيّر لما كبر، وأدخل عليه ابنُه ما ليس من حديثه فحدَّث به، ولعل الاختلاف الذي وقع في شيخ الأعمش يعود إليه ولكن من حيث الجملة أنه تابع في جعل الحديث من مسند جابر بدون شك، ولا بعد أن يكون للأعمش فيه شيخان، كما لا يبعد أن يكون لأبي صالح فيه شيخان من الصّحابة، وهما أبو هريرة وجابر، والله تعالى أعلم.
قوله: "سينهاه ما تقول" قال ابن حبان: "إنَّ العرب تضيفُ الفعل إلى نفسه، كما تضيف إلى الفاعل، أراد النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أن الصّلاة إذا كانت على الحقيقة في الابتداء والانتهاء يكون المصلي مجانبًا للمحظورات معها، كقوله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}. انتهى.