فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أدلُّكم على أقرب منه مغزىّ، وأكثرَ غَنيمةً، وأوشك رجْعَةً؟ من توضَّأ ثمَّ غدا إلى المسجد لسُبحةِ الضُّحى، فهو أقربُ مغرّى، وأكثرُ غَنيمَةً، وأوشك رَجْعَةً".
حسن: رواه الإمام أحمد (٦٦٣٨) عن حسن، حدثنا ابن لهيعة، حُدثني حُييُّ بن عبد الله، أن أبا عبد الرحمن الحُبُلي حدَّثه، عن عبد الله بن عمرو فذكره.
وإسناده حسن فإنَّ حييَّ بن عبد الله مختلف فيه، وخلاصة القول فيه كما قال ابن عدي: أرجو أنَّه لا بأس به إذا روى عنه ثقة.
وابن لهيعة فيه كلام معروف، إلَّا أنَّه توبع؛ فقد رواه الطبراني في "الكبير" (١٠٠ - قطعة من الجزء ١٣ - ١٤) من وجه آخر عن ابن وهب، حدّثني حيي، بإسناده مثله.
وقال الهيثمي في "المجمع" (٢/ ٢٣٥): "رواه أحمد والطبراني في الكبير، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام، ورجال الطبراني ثقات، لأنه جعل بدل ابن لهيعة ابن وهب".
وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" (١/ ٤٦٣): "رواه أحمد من رواية ابن لهيعة، والطبراني بإسناد جيد".
• عن علي قال: إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يُصَلَّي من الضَّحى.
حسن: رواه الإمام أحمد (٦٨٢) عن سليمان بن داود، أخبرنا شعبةُ، عن أبي إسحاق، سمع عاصم بن ضمْرة، عن علي فذكره.
وسليمان بن داود هو: ابن الجارود أبو داود الطيالسي صاحب المسند (ت ٢٠٤) والحديث في مسنده (١٢٩) من هذا الوجه وعنه رواه النسائي في الكبري (٤٧١).
ورواه ابن خزيمة في صحيحه (١٢٣٢) عن محمد بن عبد الله المخرَّمي، ثنا أبو عامر، عن شعبة به مثله. قال المخرَّمي: هكذا حدثنا به مختصرًا.
قلت: هذا حديث مختصر من حديث طويل، انظر: تطوع النبي - صلى الله عليه وسلم - في النهار، جموع أبواب النوافل التابعة للفرائض وفيه: إذا كان الشمس من هاهنا كهيئتها من هاهنا عند العصر صلى ركعتين. فهذه صلاة الضُّحى قاله ابن خزيمة.
وإسناده حسن لأجل عاصم بن ضمْرة.
وقال الهيثمي في "المجمع" (٢/ ٢٣٥): "رجال أحمد ثقات".
وأما ما رُوي عن أبي أمامة، وعتبة بن عبد الله السلمي حدثاه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من صلى صلاة الصبح في جماعة، ثم ثبت في المسجد يسبح الله سبحة الضُّحى كان له كأجر حاج ومعتمر، تامًّا له حجته وعمرته" فهو ضعيف.