متفق عليه: رواه مالك في قصر الصلاة (٢٩) عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة
فذكرت مثله.
رواه البخاري في التهجد (١١٢٨) عن عبد الله بن يوسف، ومسلم في صلاة المسافرين (٧١٨) عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك به مثله.
ثم روى مالك عن زيد بن أسلم، عن عائشة: أنها كانت تُصلي الضُّحي ثماني ركعات، ثم تقول: لو نُشر لي أبوايَّ ما تركتُهن.
وفيه انقطاع، لأن زيد بن أسلم لم يسمع من عائشة.
ورواه النسائي في "الكبرى" (٤٨٤) بشيء من التفصيل من طريق عاصم بن عمر بن قتادة، عن جدته رُميثة قالت: أصبحتُ عند عائشة، فلمَّا أصبحنا، قامت فاغتسلت، ثم دخلت بيتًا لها، فأجافتِ البابَ، قلت: يا أم المؤمنين! ما أصبحتُ عندكِ إلَّا لهذه الساعة، قالت: فادخلي، قالت: فدخلتُ. فقامت، فصلَّتْ ثماني ركعات، لا أدري أقيامهنَّ أطولُ أم ركوعهنَّ، أم سجودهنَّ؟ ثم التفَتتْ إلىَّ فضربتْ فخذيّ، فقالت: يا رْميثةُ! رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُصليها، ولو نُشر لي أبوايَّ على تركها ما تركتُها.
ورواه الإمام أحمد (٢٥٠٧٨) مختصرًا عن وكيع، حدثنا أبي، عن سعيد بن مسروق، عن أبان ابن صالح، عن أم حكيم، عن عائشة فذكرت باختصار.
وأم حكيم هي: رميثة الصحابية جدة عاصم بن عمر. قال المزي: قيل: إنها رميثة بنت حكيم.
قلت: وقيل غير ذلك.
وفي إسناد الإمام أحمد والد وكيع وهو: الجراح بن مُليح مختلف فيه.
قال الحافظ في التقريب: "صدوق يهم".
وقول عائشة: "ما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يُصلى سبحة الضُّحى قط" لعلها قصدت عدم مداومته، وإلا فقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أنه - صلى الله عليه وسلم - صلَّاها إلَّا انَّه لم يُداوم عليها خشيةَ أن تُفرضَ.
• عن أبي هريرة قال: ما رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى الضُّحي قط إلَّا مرةً واحدةً.
حسن: رواه الإمام أحمد (٩٧٥٨) عن وكيع، والبزار "كشف الأستار" (٦٩٦) من طريق قبيصة كلاهما عن سفيان، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده حسن للكلام في عاصم وأبيه غير أنهما صدوقان.
قال البزّار: لا نعلم رواه عن عاصم إلا سفيان، ورواه عن سفيان قبيصةُ ووكيع.
قلت: وهو كما قال، ورواه أيضًا النسائي في "الكبرى" (٤٧٩) من طريق وكيع، إلَّا أنَّه لم يذكر المستثني، وهو قول أبي هريرة: "إلَّا مَرَّة واحدة"، والبزّار من طريق قبيصة، عن سفيان به.
ونفي أبي هريرة محمول على علمه.