تَوْمَضُ الفصال".
وفي رواية: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أهل قباء، وهم يُصلُّون. فقال: "صلاة الأوابين إذا رَمِضَت الفصالُ".
صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٤٨) الرواية الأولى من طريق إسماعيل ابن علية، عن أيوب، عن القاسم الشيباني، عن زيد بن أرقم فذكره، والرواية الثانية من طريق يحيى بن سعيد، عن هشام بن أبي عبد الله قال: حدثنا القاسم به فذكره. والقاسم هو: ابن عوف الشيباني، قال فيه أبو حاتم: "مضطرب الحديث ومحله عندي الصدق". ورآه شعبة وتركه ولم يَروِ عنه.
قلت: إلَاّ أنَّ مسلمّا انتقي من حديثه ما أصاب فيه.
وقد رواه أيوب السختياني عنه، عن ابن أبي أوفى مثله. أخرجه عبد بن حميد (٥٢٧) عن أبي نعيم، ثنا ابن عيينة، عن أيوب به مثله. فلا أدري هل هذا من اضطرابه؟ أم له فيه شيخان.
قوله: الأوَّاب - وهو المطيع، وقيل: الراجع إلى الطاعة.
وقوله: تَرْمَضُ: كعَلِم يَعْلَم -والرمضاء الرمل الذي اشتدت حرارته.
والفِصال جمع فصيل. وهو من أولاد الإبل إذا فُصِل عن أمِّه، واستغني عن الرضاع.
بالشمس، أي: حين تحترق أخفاف الفصال، وهي الصغار من أولاد الإبل، جمع فصيل، وذلك من شدة حر الرمل.
واستدلوا به على أنَّ تأخير الضُّحى إلى اشتداد الحر أفضل.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يحافظ على صلاة الضُّحى إلا أوَّاب" قال: "وهي صلاة الأوَّابين".
حسن: رواه ابن خزيمة (١٢٢٤) عن محمد بن يحيى، نا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي ببغداد، ثنا خالد بن عبد الله، وحدثني محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكر الحديث.
ورواه أيضًا الحاكم في "المستدرك" (١/ ٣١٤) من طريق إسماعيل بن عبد الله بن زرارة به مثله. وقال: "صحيح على شرط مسلم".
وهو وهم منه فإن إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي ليس من رجال الستة أصلاً، إنما هو من رجال التميز كما قال الحافظ في التقريب، وهي إشارة إلى أنه ذكر ليتميز عن غيره. غير أنه "صدوق".
قال الذهبي في "الكاشف" في ترجمة إسماعيل بن عبد الله بن خالد العبدري الرقي السكري قاضي دمشق، وهو من رجال ابن ماجه.
قال: ووهم ابن عساكر فذكر بدله: إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي وذا قديم الموت. انتهى ولكن أعل ابن خزيمة الحديث بقوله: "لم يتابع هذا الشيخ إسماعيل بن عبد الله على إيصال هذا