للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن أبي عمرو، عن عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الرحمن بن عوف فذكره.

ورواه الحاكم (١/ ٥٥٠) من طريق سليمان بن بلال وقال: "صحيح الإسناد" إلا أنه زاد بين عمرو بن أبي عمرو وبين عبد الواحد "عاصم بن عمر بن قتادة" وكذلك رواه البيهقي (٢/ ٣٧١) عن الحاكم.

والصواب أنه ضعيف الإسناد، فإن عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف لم يوثقة غير ابن حبان. وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" وكذلك البخاري في "التاريخ الكبير" ولم يقولا فيه شيئًا. فهو في عداد المجهولين. كما أنه لم يثبت سماعه من جده عبد الرحمن بن عوف.

وعمرو بن أبي عمرو -واسمه ميسرة- مولى المطلب وإن كان من رجال الجماعة إلا أنه مختلف فيه. فقال ابن معين: في حديثه ضعف، ليس بالقوي، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن حبان: ربما أخطأ يعتبر حديثه من رواية الثقات عنه، وقال الساجي: صدوق إلا أنه وهم وكذا قال الأزدي.

ومشّاه أحمد وأبو حاتم، وقال أبو زرعة: "ثقة".

قلت: فلعله وهم في إسناد هذا الحديث فمرة روى عن عبد الواحد، وأخرى عن عاصم بن عمر بن قتادة، عنه، وثالثة عن عبد الرحمن بن الحويرث، عن محمد بن جبير، عن عبد الرحمن بن عوف، فمثله لايؤمن عليه من الخطأ والوهم.

وفي معناه ما رُوي أيضا عن أبي جعفر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلًا من النُّغَّاشين فخرَّ ساجدًا.

رواه الدارقطني عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر وهو مرسل، وجابر الجعفي فيه كلام مشهور، ورواه البيهقي (٢/ ٣٧١) وزاد: أن اسم الرجل "زنيم".

وقوله: "النُّغَّاشين" -النُّغَّاش- بضم النون وبالغين والشين القصير، وهو الناقص الخلقة, الضعيف الحركة.

قال البيهقي: "وفي الباب أيضًا عن جابر بن عبد الله، وجرير بن عبد الله بن عمر، وأبي جُحيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفيما ذكرناه كفاية عن رواية الضعفاء".

وقد ثبت سجود الشكر عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منها:

• عن طارق بن زياد قال: خرجنا مع علي إلى الخوارج، فقتلهم، ثم قال: انظروا فإن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنه سيخرج قومٌ يتكلمون بالحق، لا يجوز حلقهم، يخرجون من الحق كما يخرج السهم من الرمية، سيماهم أن منهم رجلا أسود مُخْدج اليد في يده شعرات سود"، إن كان هو فقد قتلتم شرّ الناس، وإن لم يكن هو فقد قتلتم خير الناس، فبكينا، ثم قال: اطلبوا، فطلبنا، فوجدنا المخدج، فخررنا سجودًا، وخرَّ عليٌّ معنا ساجدًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>