كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج يوم العيد، فيصلي بالناس ركعتين، ثمّ يُسلم فيقفُ على رجليه، فيستقبل الناسَ وهم جلوس، فيقول: "تصدَّقوا تصدقوا" فأكثر من يتصدق النساءُ بالقُرْط والخاتَم والشيء، فإن كانت له حاجة يُريد أن يبعث بعثًا يذكره لهم، وإلَّا انصرف.
وأصل حديث أبي سعيد في الصَّحيحين وغيرهما وسيأتي في باب "الصّلاة قبل الخطبة".
• عن عمر بن الخطّاب قال: صلاة الأضحى ركعتان، وصلاة الفطر ركعتان، وصلاة المسافر ركعتان، وصلاة الجمعة ركعتان، تمام ليس بقصْر على لسان النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -.
صحيح: رواه ابن ماجة (١٠٦٤) عن محمد بن عبد الله بن نُمَير، ثنا محمد بن بشرٍ، قال: أنبأنا يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن زُبَيد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عُجرة، عن عمر، فذكره.
ورواه ابن خزيمة (١٤٢٥) من طريق محمد بن بشر، بإسناده.
يزيد بن أبي زياد بن أبي الجعد الأشجعي الكوفيّ، وثَّقه ابن معين، والعجليّ، وقال أبو حاتم: "ما بحديثه بأس". ولكنَّه خالفه سفيان، فرواه عن زبيد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عمر. ومن هذا الطريق رواه النسائي (١٤٢٠، ١٥٦٦) والإمام أحمد (٣٥٧) وابن حبَّان (٢٧٨٣).
وهذا منقطع، لأنَّ عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يُدرك عمر كما قال ابن المديني ويحيي بن معين وشعبة وغيرهم، وقد قيل: يُحتمل سماعه منه؛ لأنَّه وُلد في خلافة الصديق، أو قبله، وقد رجَّح أبو حاتم الرواية المنقطعة، كما في "العلل" (١/ ١٣٨)، لأنَّ سفيان أحفظ من يزيد بن زياد.
وقال غيره: زيادة الثقة مقبولة. والله أعلم.
• عن ابن عمر أنَّه خرج يوم عيد فلم يُصَلِّ قبلها ولا بعدها، وذكر أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فعله.
حسن: رواه الترمذيّ (٥٣٨) عن أبي عمار الحسين بن حُريث، حَدَّثَنَا وكيع، عن أبان بن عبد الله البجليّ، عن أبي بكر بن حفص، وهو ابن عمر بن سعد بن وقَّاص، عن ابن عمر فذكره.
قال الترمذيّ: "حسن صحيح".
ومن هذا الطريق رواه أيضًا الإمام أحمد (٥٢١٢)، والحاكم (١/ ٢٩٥)، والبيهقي (٣/ ٣٠٢)، وقال الحاكم: "صحيح الإسناد".
قلت: هو حسن لأجل الكلام في أبان بن عبد الله البجلي فإنه وإن كان من رجال الجماعة، فقد تكلَّم فيه ابن حبَّان فقال: ممن فحش خطؤه وانفرد بالمناكير.
قلت: إنه لم يأتِ هنا بما ينكر عليه، وهو "صدوق في نفسه".
• عن عمرو بن شُعيب، عن أبيه، عن جدِّه أنَّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - لم يُصلِّ قبلها ولا بعدها في عيد.