ابن سلمة راويه، لأنّ سليمان كان يروي الموضوعات عن الأثبات، فإن كان منه أو من المؤمّل أو منهما معا بطل الاحتجاج برواية يرويانها" انظر: "المجروحين" (١٠٧٥).
وعن أبي الدرداء، وأبي أمامة الباهليّ، وأنس بن مالك، وواثلة بن الأسقع، قالوا: خرج علينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ونحن نتمارى في شيء من الدّين، فغضب غضبًا شديدًا لم يغضب مثله، ثم انتهرنا فقال: "يا أمّة محمد لا تُهيِّجوا على أنفسكم وَهَج النار". ثم ذكر حديثًا طويلًا، قال في آخره: "إنّ الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء" قالوا: يا رسول اللَّه، ومن الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناسُ، ولا يُمارون في دين اللَّه، ولا يُكفِّرون أحدًا من أهل التوحيد بذنب".
ضعيف جدًّا. رواه الطبراني في الكبير (٨/ ١٧٨ - ١٧٩)، وابن عدي في الكامل (٦/ ٢٠٨٩ - ٢٠٩٠)، وابن حبان في المجروحين (٨٩٦)، والبيهقي في الزهد (١٩٩) كلهم من طريق محمد بن الصباح الجرجرائيّ.
إِلَّا البيهقي فإنه رواه من طريق سعيد بن محمد الجرميّ، كلاهما عن كثير بن مروان الفلسطينيّ، عن عبد اللَّه بن يزيد الدّمشقيّ، قال: حدثني أبو الدرداء وأبو أمامة الباهليّ وأنس بن مالك وواثلة ابن الأسقع، قالوا (فذكروا الحديث).
فذكره بطوله الطبرانيّ، وابن حبان، وأما ابن عدي فاختصره قائلًا: "فذكر حديثًا طويلًا" وقال فيه: "إنّ الإسلام بدأ غريبًا". وكذلك ذكره البيهقي مختصرًا.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (١٢/ ٤٨١) وقال عقبه: "بلغني عن إبراهيم بن عبد اللَّه بن الجنيد قال: سألت يحيى بن معين عن كثير بن مروان المقدسيّ، فقال: ليس بشيء، كذَّاب، كان ببغداد يحدّث بالمنكرات".
وقال ابن عدي: قال العباس: سمعت يحيى بن معين يقول: "كثير بن مروان ضعيف، وقد سمعت أنا منه"، وفي موضع آخر: "كثير بن مروان الشَّاميّ، وليس بشيء". وقال: "ولكثير بن مروان أحاديث ليست بالكثيرة، ومقدار ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه" انتهى.
وقال ابن حبان: "منكر الحديث جدًّا، لا يجوز الاحتجاج به، ولا الرواية عنه إِلَّا على جهة التعجُّب".
وبه أعلّه الهيثميّ في المجمع (١/ ١٥٦) فقال: "كثير بن مروان ضعيف جدًّا".
وعن رجل قال: كنتُ في مجلس فيه عمر بن الخطَّاب بالمدينة، فقال لرجل من القوم: يا فلان، كيف سمعتَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ينعت الإسلام؟ قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إنّ الإسلام بدأ جَذّعًا، ثم ثنيًّا، ثم ربَاعيًّا، ثم سداسيًّا، ثم بازلًا". قال: فقال عمر بن الخطّاب: فما بعد البزول إلّا النقصان.
رواه الإمام أحمد (١٥٨٠٢) عن محمد بن جعفر، حدثنا عوف، قال: حدثني علقمة المزنيّ،