وقوله: "سِطة النساء" يقال: هذه امرأة من سِطة النساء: أي من أوساطهن حسبًا ونسبًا.
و"سَفْعاء" من السُفْعة - وهي سواد في اللون.
و"الشَكاة" بفتح الشين - الشكوى.
و"العَشير" الزوج، فعيل من العِشْرة، وكفره: جَحْدُهُنَّ حقَّه. يريد أنَّهن يْكْثِرن شكوى أزواجهن إلى الناس ويجحدنَ إحسانهم إليهن.
و"أَقْرِطَتُهُنَّ" من القُرط، وهو من حُلِيِّ الأذنين، وجمعه أقرِطة في القِلَّة.
و"فتخها" وفي رواية "فتختها" الفتخةُ: حلقة يلبسُها النساء في أصابع أرجلهن وأيديهن لا فَصَّ لها. و"سَفِلَةِ النساء" بفتح السين وكسر الفاء، الساقطة من الناس.
• عن ابن عباس. قال: شَهِدْتُ صلاة الفِطْر مع نبي الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعُثْمان. فكُلُّهُم يُصَلِّيها قبل الخطبة. ثمّ يخطبُ، قال فنزل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كأنِّي أنظرُ إليه حين يُجَلِّس الرِّجال بيده. ثمّ أقبَلَ يَشُقُّهُمْ. حَتَّى جاء النساء ومعه بلالٌ، فقال: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا} [الممتحنة: ١٢] فتلا هذه الآية حتّى فرغ منها، ثمّ قال حين فرغ منها: "أنْتُنَّ على ذلك؟ " فقالت امْرَأةٌ واحدةٌ لم يُجبْه غيرُها منهنَّ: نَعَمْ. با نبي الله لا يُدْرَي حينئذٍ من هي. قال: "فَتَصَدَّقْنَ" فَبَسَطَ بلالٌ ثوبَهُ، ثمّ قال: هَلُمَّ! فِدّى لَكُنَّ أبي وأمّي! فَجَعَلْنَ يُلْقِينَ الفَتَخَ والخواتِمَ في ثوب بلال.
وفي رواية يقول: أشهدُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لصَلَّى قَبْلَ الخُطْبَة، قال: ثُمّ خَطَبَ. فرأى أنَّه لم يُسْمِع النساء. فأتاهُنَّ فَذَكَّرَهُنَّ. وَوَعَظَهُنَّ. وَأَمَرَهُنَّ بالصَّدَقَةِ. وبِلالٌ قائلٌ بثوبه. فجعلت المرأَةُ تُلْقي الخاتم والخُرْصَ والشيء.
متفق عليه: رواه مسلم في العيدين (٨٨٤) من طريق عبد الرزّاق وهو في "المصنف" (٥٦٣٢) قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني الحسن بن مسلم، عن طاوس، عن ابن عباس فذكره.
والرّواية الثانية رواها من طريق سفيان بن عيينة، حَدَّثَنَا أيوب قال: سمعت عطاء قال: سمعت ابن عباس يقول فذكره.
ورواه البخاريّ في العيدين (٩٧٩) فقال: قال ابن جريج، وأخبرني الحسن بن مسلم به مثله. وهو معطوف على الإسناد السابق لحديث جابر بن عبد الله وليس بمعلق، وقد سبق في باب الخطبة بعد العيد (٩٦٢) مسندًا عن أبي عاصم قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني الحسن بن مسلم، عن طاوس، عن ابن عباس فذكر الحديث مختصرًا.
قال ابن عباس: ظنَّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه لم يُسمع النساء فأتاهن فوعظهن، وقال: تصدقْنَ فذكره.