للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هشيم، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، فذكرته.

قال البزَّار: "لا نعلم أسنده عن هشيم إلَّا عثمان".

وأورده المنذري في "الترغيب" (٥١٧٧)، وقال: "رواه البزار بإسناد حسن". وكذلك قال الهيثمي في "المجمع" (٢/ ٣٠٦).

قلت: عثمان بن مخلد هو التمار الواسطي، ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٦/ ١٧٠) ولم يقل فيه شيئًا، وإنَّما اكتفى بقوله: "رُوي عن هشيم، روى عنه محمد بن عبد الملك الدقيقي الواسطي". وكذلك ذكره ابن حبان في "الثقات" (٨/ ٤٥٣)، وذكر مثل ما ذكر ابن أبي حاتم. فهو لا يزال في عداد المجهولين.

وروي أيضًا عن عثمان مرفوعًا، ولفظه: "الحُمَّى حظ المؤمن من النار يوم القيامة". رواه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (١٥٧) والعقيلي في "الضعفاء" (٣/ ٤٤٨) كلاهما من طريق علي بن بحر بن بَرِّي القطَّان، ثنا الفضل بن حمَّاد الأزدي، عن عبد الله بن عمران عن مالك بن دينار، عن معبد الجُهني، عن عثمان بن عفَّان، فذكر مثلَه.

قال العقيلي في ترجمة الفضل بن حمَّاد الأزدي: "في إسناده نظرٌ". وقال الذهبي: "فيه جهالةٌ".

• عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يؤتى بالشهيد يوم القيامة، فيُنْصَب للحساب، ثمَّ يُؤتى بالمتصدِّق، فيُنصَب للحساب، ثمَّ يُؤتى بأهل البلاء، فلا يُنصب لهم ميزان، ولا يُنصب لهم ديوان، فيُصبُّ عليهم الأجر صبًّا، حتَّى إنَّ أهل العافية يتمنَّون أنَّ أجسادهم قرضت بالمقاريض من حُسن ثواب الله لهم".

حسن: رواه الطبراني في "الكبير" وفيه مُجَّاعة بن الزبير، وثَّقه أحمد وضعَّفه الدارقطني، قاله الهيثمي في "المجمع" (٢/ ٣٠٥).

قلت: إن سلم الإسناد من العلل الأخرى، ولم يكن فيه سوى الكلام في مُجاَّعة؛ فالحديث حسن، ومُجَّاعة بن الزبير هو الأزدي البصري، يُكنى أبا عُبيدة، قال فيه الإمام أحمد: "ليس به بأس في نفسه". "بحر الدم" (٩٥٧). وذكره ابن عدي في "الكامل" (٦/ ٢٤٢٠) وقال: "وهو ممن يُحتمل ويُكتب حديثه". وقال فيه شعبة: "كان صوَّامًا قوَّامًا". فمثله يحسَّن حديثه.

وأمَّا ما رُوي عن جابر مرفوعًا: "يودُّ أهل العافية يوم القيامة حين يُعطى أهل البلاء الثوابَ لو أنَّ جلودهم كانت قُرِضت في الدنيا بالمقاريض"، فهو ضعيف، رواه الترمذي (٢٤٠٢) عن محمد ابن حميد الرازي، ويوسف بن موسى القطان البغدادي، قالا: حدَّثنا عبد الرحمن بن مِغراء أبو زهير، عن الأعمش، عن أبي الزبير، عن جابر، فذكر مثله.

قال الترمذي: "حديث غريب، لا نعرفه بهذا الإسناد إلَّا من هذا الوجه. وقد روى بعضهم هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>