للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التقريب "ثقة ثبت" فهؤلاء يعضد بعضهم بعضًا.

وأبو أسامة هو حماد بن أسامة بن زيد القرشي مولاهم الكوفي، وثقه جماعة من أهل العلم، إلا أنه وصف بالتدليس.

وقال الحافظ في "التقريب": "ثقة ثبت، ربما دلس، وكان بأخرة يحدّث من كتب غيره" يعني بدون سماع من أصحابها، وهذا مظنة للخطأ. وإن كان قول ابن حجر: "يحدِّث من كتب غيره" فيه نظر؛ فإنَّ المحققين كالذّهبي وغيره نفوا عنه هذه التّهمة.

قال الترمذي: "حسن غريب". مع أنه رواه عن الفضل بن موسى السيناني وهو ثقة ثبت كما مضى.

وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم".

وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة؛ فإنه حسن الحديث.

وقوله: هادم: من الهدم، وهو هدم البناء، والمراد الموت، وفي رواية: "هاذم" بالذال المعجمة بمعنى القاطع.

وما ورد في بعض الروايات من الزيادات: "فما ذكره عبد قط وهو في ضيق وإلا وسَّعه عليه، ولا ذكره وهو في سعةٍ إلا ضيَّقه عليه" فهي منكرة أو شاذّة.

• عن أنس بن مالك قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوم من الأنصار يضحكون. فقال: "أكثروا ذكر هادِم اللذات".

حسن: رواه البزار "كشف الأستار" (٣٦٢٣) عن جعفر بن محمد بن الفُضيل، والطبراني في "الأوسط" (٦٩٥) عن أحمد بن محمد بن أبي بزَّة، كلاهما عن مؤمل بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس فذكره.

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلا حماد، تفرد به مؤمل" انتهى.

قلت: ليس كما قال، بل رواه أيضًا عبد الأعلى بن حماد النرسي، عن حماد بن سلمة بإسناده. رواه الخطيب في تاريخه (٦٤٢٨) بإسناده عنه، وهذه متابعة قوية لمؤمل بن إسماعيل فإنه ضعيف، ولكنه يعتبر به عند المتابعة، وعبد الأعلى بن حماد النرسي "ثبت" كما قال الذهبي في "الكاشف" وبه صار الإسناد حسنًا. وحسَّنه أيضًا الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ٣٠٨) بعد أن عزاه للبزار والطبراني، وهو تساهل منه، فإن مؤمل بن إسماعيل لا يُحسن حديثه إلا بعد المتابعة.

ولكن نقل عبد الرحمن بن أبي حاتم في "العلل" (٢/ ١٣١) عن أبيه فقال: سألت أبي عن حديث رواه ابن أبي بزة، عن مؤمل بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجلس من مجالس الأنصار، وهم يمزحون ويضحكون فقال: "أكثروا ذكر هاذم اللذات -يعني الموت" قال أبي: "هذا حديث باطل لا أصل له" يجعلنا أن نتأمل في صحة هذا الحديث، فإن أبا حاتم لم يحكم عليه ببطلانه إلا بعد الاستقراء والاطلاع على جميع طرقه، فهل

<<  <  ج: ص:  >  >>