للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جعفر فأُصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأُصيبَ، -وإن عيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لتذرفان- ثم أخذ الراية خالد بن الوليد من غير إمرةٍ ففُتح له".

صحيح: رواه البخاري في الجنائز (١٢٤٦) عن أبي معمر، حدثنا عبد الوارث، حدثنا أيوب، عن محمد بن هلال، عن أنس فذكره.

وبوَّب البخاري بقوله: الرجل ينعي إلى أهل البيت بنفسه.

قال الحافظ: "وفائدة هذه الترجمة الإشارة إلى أن النعي ليس ممنوعًا كله. وإنما نُهي عما كان أهل الجاهلية يصنعونه فكانوا يرسلون من يُعلن بخبر موت الميت على أبواب الدور والأسواق".

• عن خالد بن شُمير قال: قَدِمَ علينا عبد الله بن رباح فوجدته قد اجتمعَ إليه ناسٌ من الناس، قال: حدَّثنا أبو قتادة فارسُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بعثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - جيشَ الأُمراء وقال: "عليكم زيدُ بن حارثةَ، فإنْ أُصيبَ زيدٌ، فجَعْفَرٌ، فإنْ أُصِيبَ جعفرٌ، فعبد الله بن رواحةَ الأنصاريُّ" فوثبَ جعفرٌ، فقال: بأبي أنت يا نبيَّ الله وأُمِّي، ما كنتُ أَرهبُ أن تستعمل عليَّ زيدًا، قال: "امْضُوا فإِنَّكَ لا تَدْري أيُّ ذلك خَيْرٌ" قال: فانطلق الجيشُ فَلَبثُوا ما شاء الله، ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صَعِدَ المِنبر وأَمَرَ أن يُنادَى: الصَّلاةُ جَامِعَة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "نابَ خبرٌ -أوْ ثابَ خبرٌ، شكَّ عبد الرحمن- ألا أُخْبِرُكم عن جَيْشِكُم هذا الغازي، إنَّهم انطلقُوا حتى لَقُوا العَدُوَّ، فأصيبَ زيدٌ شهيدًا، فاستغفِرُوا له" فاستغفر له الناسُ "ثم أخَذَ اللِّواءَ جعفرُ بنُ أبي طالب فَشَدَّ على القَوم حتَّى قُتِلَ شهيدًا، أَشْهَدُ له بالشَّهادَةِ، فاستغفِرُوا له، ثم أَخَذَ اللِّواءَ عبد الله بنُ رواحَةَ، فأَثبتَ قَدَمَيْهِ حتَّى أُصِيبَ شَهِيدًا، فاستغفروا له، ثم أَخَذَ اللِّواءَ خالدُ بنُ الوليدِ ولم يكُنْ مِن الأُمَرَاءِ، هو أَمَّرَ نَفْسَه" فرفع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أُصبَعَيْه، وقال: "اللهمَّ هو سَيْفٌ مِن سُيوفِك فانصره وقال عبد الرحمن مرة: "فانتصر به" فيومئذ سُمي خالد سيف الله. ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "انفِرُوا فأمدُّوا إخوانكم ولا يتخَلَّفَنَّ أحد" فنفر الناس في حرٍّ شديدٍ مشاةً وركبانًا.

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٢٥٥١) عن عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا الأسود بن شيبان، عن خالد بن شُمير فذكره.

وإسناده حسن لأجل خالد بن شُمير، فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يَهِمْ.

وصحّحه ابن حبان (٧٠٤٨) من وجه آخر عن سليمان بن حرب، عن الأسود بن شيبان به مثله.

وأما ما رُوي عن حذيفة أنه قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن النعي فهو ضعيف. رواه الترمذي (٩٨٦)،

<<  <  ج: ص:  >  >>