وبعد الرجوع إلى كتب التاريخ والسير تبين لي أن المُرسلة ابنة النبي - صلى الله عليه وسلم - هي فاطمة، والصبي هو: محسن بن علي بن أبي طالب، لأن أهل العلم بالأخبار اتفقوا على أنه مات صغيرًا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقيل إن المرسلة ابنة النبي - صلى الله عليه وسلم - هي زينب، ولكن بشكل على هذا، اسم الصبي الذي مات، وزينب لم تلد إلا علي بن أبي العاص بن الربيع، وهو قد ناهز الحلم يوم الفتح، وأمامة التي عاشت بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - وتزوجها علي بن أبي طالب بعد وفاة فاطمة.
• عن عبد الله بن عمر قال: اشتكى سعد بن عبادة شكوى له، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يَعُوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقَّاص وعبد الله بن مسعود، فلما دخل عليه فوجده في غاشية أهله فقال:"قد قضى؟ " قالوا: لا يا رسول الله! فبكى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما رأى القومُ بكاءَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بكوا. فقال:"ألا تسمعون؟ إن الله لا يعذب بدمع العين، وبحزن القلب، ولكن يُعَذِّب بهذا -وأشار إلى لسانه- أو يرحم، وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه".
متفق عليه: رواه البخاري في الجنائز (١٣٠٤)، ومسلم في الجنائز (٩٢٤) كلاهما من حديث ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن الحارث الأنصاري، عن عبد الله بن عمر فذكر الحديث، ولفظهما سواء.
• عن عائشة قالت: لما جاء النبيَّ صلى الله عليه وسلم قتلُ ابن حارثة وجعفر وابن رواحة جلس، يُعرف فيه الحزنُ، وأنا أنظر من صائر الباب شَقِ الباب.
متفق عليه: رواه البخاري في الجنائز (١٢٩٩)، ومسلم في الجنائز (٩٣٥) كلاهما عن محمد ابن المثنى، حدثنا عبد الوهاب، قال: سمعتُ يحيي، قال: أخبرتْني عمرة قالت: سمعت عائشة فذكرت الحديث.
• عن أنس قال: قنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهرًا حين قُتِل القُرَّاءُ، فما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حَزِن حُزْنًا قط أشدَّ منه.
متفق عليه: رواه البخاري في الجنائز (١٣٠٠) عن عمرو بن علي، حدثنا محمد بن فُضيل، حدثنا عاصم الأحول، عن أنس فذكره. وأخرجه مسلم في المساجد (٦٧٧/ ٣٠٢) من وجه آخر عن عاصم نحوه.
• عن أنس بن مالك قال: شهدنا بنتًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر، قال: فرأيتُ عينيه تدمعان، قال: فقال: "هل منكم رجل لم