صغروا أمرها (أو أمره) فقال: "دُلُّوني على قبره" فدلُّوه فصلى عليها، ثم قال:"إن هذه القبور مملوءة ظلمةً على أهلها، وإن الله عز وجل يُنَوِّرها لهم بصلاتي عليهم".
متفق عليه: رواه البخاري في الجنائز (١٣٣٧)، ومسلم في الجنائز (٩٥٦) كلاهما من حديث حماد بن زيد، عن ثابت البناني، عن أبي رافع، عن أبي هريرة فذكره، واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري قريب منه.
ورجح أهل العلم أن هذا القبر كان لامرأة لأنه جاء في بعض الروايات بغير شك، واليقين مقدم على الشك، وقوله:"تَقُمُّ المسجد"، أي تكنسه، والقُمامة الكناسة، والمِقَمَّة المكنسة.
أخذ جمهور أهل العلم بهذا الحديث، وقالوا بمشروعية الصلاة على الميت بعد ما دُفن، ومنعه مالك وأبو حنيفة وغيرهم بحجة أن ذلك من خصوصيات النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن الله عز وجل يُنور قبر الميت بصلاته - صلى الله عليه وسلم - كما أخبره المصطفى - صلى الله عليه وسلم -. انظر للمزيد:"المنة الكبرى"(٣/ ٦٨).
• عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلَّى على قبر.
صحيح: رواه مسلم في الجنائز (٩٥٥) عن إبراهيم بن محمد بن عرعرة السامي، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن حبيب بن الشهيد، عن ثابت، عن أنس فذكر الحديث، هكذا رواه مسلم حديث أنس مختصرا وجاء تفصيله في الحديث التالي.
• عن أنس أن أسود كان ينظف المسجد فمات، فدُفِن ليلا، وأَتي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأُخْبِرَ، فقال:"انطلِقوا إلى قبره"، فانطلَقوا إلى قبره، فقال:"إن هذه القبور ممتلئة على أهلها ظلمة، وإن الله ينورها بصلاتي عليها"، فأتي القبر فصلَّى عليه، وقال رجل من الأنصار: يا رسول الله! إن أخي مات ولم تصل عليه. قال: فأين قبره؟ " فأخبره فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الأنصاري.
حسن: رواه أحمد (١٢٥١٧) عن سليمان بن داود الطيالسي، حدثنا أبو عامر -يعني الخزاز، عن ثابت، عن أنس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي عامر، وهو صالح بن رستم المزني مولاهم البصري مختلف فيه، فضعفه ابن معين، ووثقه أبو داود. وقال أحمد: صالح الحديث. وقال ابن عدي: "عزيز الحديث"، وقال: "روى عنه يحيى القطان مع شدة استقصائه، وهو عندي لا بأس به، ولم أر له حديثا منكرا جدا".
• عن يزيد بن ثابت، وكان أكبر من زيد، قال: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما ورد البقيعَ فإذا هو بقبر جديد سأل عنه فقالوا: فُلانة، قال: فعرفها وقال: "ألا آذنتموني بها" قالوا: كنتَ قائلًا صائمًا، فكرهنا أن نؤذيك، قال: فلا تفعلوا، لا أعرفنَّ ما