قبر فلانة، قال:"أفلا آذَنْتموني؟ " قالوا: كنت نائمًا، فكرهنا أن نُوقظك، قال:"فلا تفعلوا فادعوني لجنائزكم" فصفَّ عليها فصلَّي.
حسن: رواه الإمام أحمد (١٥٦٧٣) عن قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز -يعني ابن محمد الدراوردي، عن محمد بن زيد التيمي، عن عبد الله بن عامر، عن أبيه فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد العزيز الدراوردي فإنه "حسن الحديث".
وأما ما رواه ابن ماجه (١٥٢٩) عن يعقوب بن حُميد بن كاسب، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي بإسناده نحوه وفيه: إن امرأة سوداء ماتت.
فإسناده ضعيف لأن شيخ ابن ماجه وهو يعقوب بن حميد بن كاسب تكلم فيه غير واحد من أهل العلم فقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال النسائي: ليس بشيء.
قلت: والحديث حسن بدونه كما رواه الإمام أحمد.
وفي الباب عن حصين بن وحوح أن طلحة بن البراء لما لقي النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله! مرني بأمرك ولا أعصي لك أمرًا. قال فعجب لذلك النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وهو غلام فقال له عند ذلك "اذهب فاقتل أباك" قال: فذهب موليًا ليفعل فدعاه فقال: "اقبل فإني لم أبعث بقطيعة الرحم" فمرض طلحة بعد ذلك فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوده في الشتاء في برد وغيم، فلما انصرف قال لأهله:"إني لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت، فآذنوني به حتى أشهده وأصلي عليه، وعجلوا" فلم يبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - بني سالم ابن عوف حتى توفي، وجن عليه الليل فكان فيما قال طلحة: ادفنوني وألحقوني بربي عز وجل، ولا تدعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإني أخاف اليهود أن يصاب في سببي وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم حين أصبح فجاء حتى وقف على قبره، وصفَّ الناس معه فقال:" اللهم الق طلحة تضحك إليه، ويضحك إليك".
رواه الطبراني في "الكبير"(٤/ ٣٣) عن موسى بن هارون، ثنا عمر بن زرارة الحدثي، ثنا عيسي ابن يونس، عن سعيد بن عثمان البلوي، عن عروة بن سعيد الأنصاري، عن أبيه، عن حصين بن وحوح فذكره.
قال الهيثمي في "المجمع"(٣/ ٣٧): "عزاه صاحب الأطراف بعض هذا إلى أبي داود -ولم أره- رواه الطبراني في "الكبير" وإسناده حسن".
قلت: هو كما قال صاحب الأطراف، فقد رواه أبو داود (٣١٥٩) في باب التعجيل بالجنازة وكراهية حبسها عن عبد الرحيم بن مطرف الرواسي أبي سفيان وأحمد بن جناب، قالا: حدثنا عيسي، قال أبو داود: وهو يونس، عن سعيد بن عثمان البلوي، عن عزرة، وقال عبد الرحيم: عروة بن سعيد الأنصاري، عن أبيه، عن الحصين بن وَحْوَح، أن طلحة بن البراء مرض، فأتاه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يعوده فقال:"إني لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت، فأذنوني به وعجلوا، فإنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تُحبس بين ظهراني أهله".