"وإنه ليسمع خفْقَ نعالهم إذا ولَّوا مدبرين حين يقال له: يا هذا من ربَّك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ ".
حسن: رواه أبو داود (٤٧٥٣) عن عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا جرير، ح وحدثنا هناد بن السري، قال: حَدَّثَنَا معاوية، وهذا لفظ هناد -عن الأعمش، عن المنهال، عن زاذان، عن البراء ابن عازب فذكره في حديث طويل. والحديث في زهد هناد بن السري (٣٣٩) من هذا الوجه.
وإسناده حسن من أجل المنهال وهو ابن عمرو، فإنه "صدوق".
• وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الميت يسمع خفق نعالهم إذا ولَّوا عنه" يعني مدبرين.
حسن: رواه البزار "كشف الأستار" (٨٧٣) عن محمد بن عبد الله المخرميّ، ثنا وكيع بن الجراح، ثنا سفيان - يعني الثوريّ، عن السُدِّي، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده حسن من أجل السدي وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كُريمة -بضم الكاف- الكوفي الأعور الكبير، مختلف فيه فكذَّبه الجوزجاني (أظن لتشيعه) ووثَّقه الإمام أحمد والعجلي، وقال النسائي: "صالح"، وقال ابن عدي: "له أحاديث يرويها عن عدة شيوخ، وهو عندي مستقيم الحديث صدوق، لا بأس به"، وأخرج له مسلم، والخلاصة أنه "صدوق يهم، رمي بالتشيع".
وحسَّنه أيضًا الهيثمي في "المجمع" (٣/ ٥٤) وأرجو أنه لم يهم في هذا الحديث لشواهده.
وبمعناه رُوي عن ابن عباس مرفوعًا: "إذا دُفن الميت سمع خفق نعالهم إذا ولوا عنه منصرفين". رواه الطبراني في "الكبير" (١١/ ٨٧) عن أبي الزنباع روح بن الفرح، ثنا يحيى بن سليمان الجعفي، ثنا محمد بن فُضيل، ثنا مسلم الضبي، عن مجاهد، عن ابن عباس فذكره.
قال الهيثمي في "المجمع" (٣/ ٥٤): "رجاله ثقات".
قلت: وهو وهم عنه، فإن مسلمًا الضبي وهو ابن كيسان ضعيف باتفاق أهل العلم.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أبي سعيد أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إن الميت يعرف من يحمله، ومن يغسله، ومن يدليه في قبره".
رواه أحمد (١٠٩٩٧) عن أبي عامر، حَدَّثَنَا عبد الملك بن حسن الحارثي، حَدَّثَنَا سعيد بن عمرو بن سُلَيم، قال: سمعت رجلًا منا -قال عبد الملك: نسيت اسمه، ولكن اسمه معاوية أو ابن معاوية- يحدث عن أبي سعيد الخدري، أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. فقال ابن عمر وهو في المجلس: ممن سمعت هذا؟ قال: عن أبي سعيد. فانطلق ابن عمر إلى أبي سعيد فقال: يا أبا سعيد، ممن سمعت هذا؟ قال: من النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -.
وإسناده ضعيف لإبهام الراوي عن أبي سعيد، وإن كان هو معاوية أو ابن معاوية فلا يعرف من