للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

للحديث إسناد آخر من غير ذكر أبي الرداد، وهو ما رواه الإمام أحمد (١٦٥٩)، وأبو يعلى (٨٤١)، والحاكم (٤/ ١٥٧) كلهم من طريق يزيد بن هارون، أخبرنا هشام الدّستوائيّ، عن يحيى ابن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد اللَّه بن قارظ، أنّ أباه حدّثه أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف وهو مريض، فقال له عبد الرحمن: وصلَتْك رحم، إنّ النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "قال اللَّه عزّ وجلّ: أنا الرّحمن خلقتُ الرّحم، وشققتُ لها من اسمي فمن يصلها أصِله، ومن يقطعها أقطعه فأبتُّه - أو قال: من يبتُّها أبتُّه".

وأشار الحافظ إلى سند أبي يعلى فقال: "رواه أبو يعلى بسند صحيح من طريق عبد اللَّه بن قارظ، عن عبد الرحمن بن عوف من غير ذكر أبي الرّداد فيه" انظر: تهذيب التهذيب (٣/ ٢٧١).

وعبد اللَّه بن قارظ في اسمه اختلاف كثير، ذكر ذلك الحافظ في ترجمة إبراهيم بن عبد اللَّه بن قارظ فقال: "ويقال: عبد اللَّه بن إبراهيم بن قارظ، وقال: جعل ابن أبي حاتم إبراهيم بن عبد اللَّه بن قارظ، وعبد اللَّه بن إبراهيم بن قارظ رجلين، والحقّ أنهما واحد، والاختلاف على الزهريّ وغيره. وقال ابن معين: كان الزهريّ يغلط فيه". ثم ذكر بعض الاختلافات.

قلت: وأي كان صحيحًا فإنه متابع في الإسناد السابق من طريق رداد الليثي، ثم إن الحديث صحيح بدونها.

قال ابن منده في كتابه "التوحيد" (٢/ ٤٧): "هذا الخبر يدل على أنّ جميع أفعال اللَّه عزّ وجلّ مشتقة من أسمائه بخلاف المخلوق مثل: الرّازق، والخالق، والباعث، والوهّاب ونحوها، تقدم أسماؤه على أفعاله بمعنى أن يخلق، ويرزق، ويبعث، ويهب، ويحيي ويميت، وأسماء المخلوق مشتقة من أفعالهم" انتهى.

• عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قال اللَّه عزّ وجلّ: أنا الرّحمن، وهي الرّحم شققتُ لها اسمًا من اسمي، من يَصِلْها أَصِلْه، ومن يقطعْها أقطَعْه، فأبتُّه".

حسن: رواه الإمام أحمد (١٠٤٦٩) عن يزيد، قال: أخبرنا محمد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.

وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة اللّيثيّ، فإنّه حسن الحديث.

ومن طريقه أخرجه الحاكم (٤/ ١٥٧) وقال: "صحيح على شرط مسلم".

ورواه البخاريّ (٥٩٨٨) من وجه آخر عن أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:

"إنّ الرّحم شجنة من الرحمن، فقال اللَّه عزّ وجلّ: من وصلكِ وصلتُه، ومن قطعك قطعتُه".

وله شواهد ستأتي في كتاب البرّ والصّلة.

وقوله: "الشُّجْنة" بضم الشين، وسكون الجيم، شعبة من غصن الشجرة، ومنه شجر متشجَّن إذا التفَّ بعضه ببعض.

<<  <  ج: ص:  >  >>